تحليلات كروية | تفاصيل أشهر حرب باردة بين جوزيه مورينهو وايكر كاسياس
تفاصيل الحرب الباردة بين جوزيه مورينهو وايكر كاسياس
![]() |
| مورينهو و كاسياس |
" المدرب يرى ماهي التشكيلة الافضل في كل مباراة وعلينا تقبل قراراته "
تلك كانت كلمات كاسياس الأولى بعد أن قرر مورينيو اجلاس كاسياس على مقاعد البدلاء ضد ملقا التي انتهت بفوز ملقا بثلاثية مقابل هدفين ، صدمة لكل عالم كرة القدم ، لكن كان هناك سؤال أكبر وهو : لماذا قرر مورينيو اجلاس القديس كاسياس ؟
واحدة من أشهر المشاكل في تاريخ كرة القدم ، المشكلة التي وقعت بين جوزيه مورينيو وايكر كاسياس ، ماهي أسرارها وهل فعلًا كاسياس خائن ؟ الحرب التي خرج منها الاثنين مهزومين بالنهاية .
مورينيو كان واضح تمامًا ، بعد عودة كاسياس من الإصابة لا مكان له بالفريق وتحول للحارس الثالث بالفريق من بعد دييغو لوبيز الذي كان قدومه عبارة عن الضربة الأخيرة لكاسياس ويبدء الإعلام الإسباني حربه ضد مورينيو ، كيف يجلس قائد إسبانيا وبطل العالم واليورو مرتين ومورينيو عبارة عن شخص برتغالي لا يدرك قيمة قائد إسبانيا للإسبان ؟ ليرد حينها مورينيو بتصريح ناري ضد الصحافة وكاسياس قائلًا : " كان يجب أن نتعاقد مع دييغو لوبيز من بعد موسمي الأول ، عار حقيقي بأننا فشلنا بالتعاقد معه ، المشكلة هي حين يعتقد شخص بأنه فوق كل شيء ، الصحافة لا تذهب معنا بالطائرة وهذا صحيح ، الصحافة لا تشاهد تدريبات الفريق وهذا صحيح أيضًا ، الصحافة لا تعرف من سيكون بالتشكيلة الأساسية وهذا صحيح ، وأنا أيضًا لا أضع أطفالكم المفضلين في التشكيلة وهذه صحيح أيضًا " ليخرج بيبي لاعب مدريد قائلًا : " يجب أن يكون هناك المزيد من الاحترام لإيكر ، هو محبوب للغاية ، ماقاله المدرب لم يكن الأنسب لوصف إيكر ، إيكر ينتمي إلى مدريد ، إلى مؤسسة ريال مدريد ، سواء في مدريد أو بإسبانيا بشكل عام "
ماذا حدث بعد هذا التصريح ؟ بيبي على الدكة وفاران هو الأساسي . بتلك اللحظة مورينيو صرح بتصريح ناري ضد بيبي قائلًا : "مشكلة بيبي لها هي رافائيل فاران ، هذا هو الإحباط ، ليس من السهل على رجل يبلغ من العمر 31 عامًا ، بمكانته وماضيه، أن يحل محله صبي يبلغ من العمر 19 عامًا. لكنه قانون الحياة ".
وبدء انقسام الفريق ، لتخرج الماركا قائلة حينها : " كريستيانو رونالدو وسيرجيو راموس ولاعب ثالث لم يتم ذكر إسمه ذهبوا لمكتب بيريز رئيس النادي وقالوا له سنرحل في الصيف المقبل بحال استمر مورينيو "
بيبي ، راموس ، رونالدو ، كاسياس ، أربعة لاعبين شكلوا حزب منقسم عن حزب اللاعبين المؤيدين لمورينيو وبدأت الحرب .
بتلك الفترة وتحديدًا بتاريخ التاسع والعشرين من يناير عام 2013 ظهرت سارة كاربونيرو " حبيبة " إيكر كاسياس ببرنامج تشارك به إسبوعيًا وهو La Jugada لتقول أمور مثيرة للجدل وهي :
" هناك انقسام بغرفة الملابس ، هناك لاعبين لا يتعاملون ابدًا مع مورينيو ، مورينيو عليه المغادرة " لتعود النقطة الأسياسية للواجهة وهي سبب الجدال بين مورينيو وكاسياس وسأذكرها فيما بعد وهو : كيف تعرف سارة حبيبة إيكر هذه التفاصيل لو لم يكن إيكر السبب بتسريبها ؟
موقف ذكرنا كثيرًا بشيء سربته صحيفة فرانس فوتبول بأن مورينيو قابل " شخص " تابع لصحيفة الماركا وقال له بأنه يجب أن يتخلى عن مصدره من داخل غرفة الملابس الذي يسرب له أخبار الفريق ويضع الفريق تحت خط النار من الانتقادات والأمور التي لا يجب ان تُكشف .
الصحفي الشهير غوليم بالاغ قال بأن حين بدأت الحرب كان كريستيانو وبيبي مع مورينيو لأنهم يتشاركون ذات وكيل الأعمال وهو خورخي مينديز بينما راموس وكاسياس وهيغوايين ضد المدرب البرتغالي لكن بعد زيادة توتر الجو وشعور بيبي وكريستيانو بأن مورينيو هو الحلقة الأضعف تحولوا لصف كاسياس .
مورينيو كان يرى كاسياس كخائن ، كأناني ، هذه ماقاله الصحفي دييغو توريس في كتابه الوجه المظلم لجوزيه مورينيو وأيضا دوديك حارس ريال مدريد السابق ذكر شيء حول ماحدث في تلك الفترة قائلًا :
" مورينيو قرر وضع بيبي في وسط الفريق ضد برشلونة لكن الصدمة كانت بأن هناك من سرب هذا الخبر للصحافة وخاصة بأن التشكيلة لا يعرفها حينها سوى اللاعبين ، هذا ماجعل مورينيو غاضب جدًا وليذهب لنا ويقول بأن هناك جرذ داخل الفريق ويجب اكتشافه ، لم يكن حينها مورينيو يقصد كاسياس لكن كان هناك شكوك لأن كاسياس كان الوحيد الذي يملك صلة مع الصحافة بسبب حبيبته حينها سارة ، هذا الشك بدء زاد كثيرًا بعد أن تحدثت سارة علانية على أن هناك مشاكل بين اللاعبين ومورينيو وانقسام داخل غرفة الملابس "
بعد مباراة ريال مدريد ضد برشلونة بالإياب بالسوبر الإسباني حدثت مذبحة كروية انتهت بثلاث بطاقات حمراء وحادثة مورينيو مع الراحل تيتو فيلانوفا ، بعد نهاية المباراة خالف كاسياس أوامر مورينيو بعدم التواصل مع لاعبي برشلونة ليقوم إيكر بالاتصال مع بويول وتشافي بعد نهاية المباراة لتهدئة الأجواء والاعتذار لهم مما حدث وبعد تسريب المكالمة جن جنون مورينيو الذي اعتبر ماحدث علامة ضعف من كاسياس ليظهر الصحفي بيت جنسون من الميل قائلًا : " اعتبر مورينيو ماحدث خيانة ، كان مورينيو يرى بأن الطريقة الوحيدة لهزيمة جيل برشلونة التاريخي هي بجرهم لحرب نفسية وكانت مكالمة كاسياس لقادة برشلونة والاعتذار لهم عبارة عن رفع الراية البيضاء من قائد ريال مدريد "
لكن الموسم انتهى بفوز الريال بالدوري برقم قياسي من الأهداف والنقاط رغم منافسة برشلونة الشديدة لهم وتسجيل ميسي 50 هدف وانتهت بوداع غوارديولا لبرشلونة ، لكن مورينيو لم ينسى ماحدث
بالموسم الثالث بمباراة ملقا قرر مورينيو اجلاس كاسياس احتياطي لأدان لكن في المباراة التالية طُرد أدان ليدخل كاسياس لكن بعد ذلك أُصيب كاسياس وليقرر مدريد التعاقد مع دييغو لوبيز وحين عاد كاسياس من الإصابة وجد نفسه على الدكة مجددًا أمام حارس تألق كثيرًا وهو لوبيز والذي كان يمر بفترة توهج بمسيرته .
تحدث المشجع خواكين ديلمار عن ماحدث : " ربما دييغو لوبيز بتلك الفترة كان حارس أفضل من كاسياس لكن طريقة معاملة مورينيو لكاسياس وتصريحاته ضده لم تكن ضرورية "
منذ فترة قصيرة حدثت تسريبات لرئيس ريال مدريد بيريز تعود لعام 2006 هاجم بها الكثير من نجوم ريال مدريد ومنهم إيكر كاسياس حيث قال :
" كاسياس هو الخطأ الجسيم الذي ارتكبناه ، المشكلة أنه محبوب ، لا أعرف لماذا يدافع الناس عنه كثيرًا، إنه أحد أكبر عمليات الاحتيال في ريال مدريد و الثاني هو راؤول. أكبر خطوتين احتياليتين في مدريد هما راؤول في المرتبة الأولى ثم كاسياس "
الصحفي فيرناندو رودريغو قال شيء مهم : " هناك سر كان يخفيه بيريز دائمًا عن الإعلام وعن الجميع وهو بأنه كان داعم لمورينيو ضد كاسياس ، لم تكن مهمة مورينيو في مدريد مواجهة برشلونة التاريخي ، كان لديه مهمة ثانية لم يتم الكشف عنها وهي أن يجعل كاسياس يرحل "
هذا الشيء صرحت به والدة كاسياس حين قالت بأن بيريز كان حلمه دائمًا بوفون وبأنه لم يكن معجب بكاسياس وبأنه قام بحملة تشهير ضد كاسياس منذ 2010 .
كاسياس ايضًا لم يكن صامت كل الوقت حيث صرح بأنه يفضل ديل بوسكي وبيلغريني كمدرب له ، وهذا ماجعل كاسياس غاضب ليصرح : " مثلما يفضل كاسياس ديل بوسكي وبيلغريني كمدربين فيمكنني القول بأنني أفضل دييغو لوبيز ، وبينما أنا مدرب لريال مدريد فدييغو لوبيز هو الحارس "
بالمؤتمر الأخير لجوزيه مورينيو قال به " لقد وظفوني لأكون مدرب كرة قدم ومدرب كرة قدم لديه مسؤوليات معينة ، من بينها اختيار الفريق ، أنا لا أفعل ذلك برمي قطعة نقود ، أفعل ذلك بعد مناقشة وتحليل مطول لقرارات ، بالنسبة لي ، أحب دييجو لوبيز أفضل كحارس مرمى من إيكر كاسياس. أنا لا أفعل ذلك لإيذاء أي شخص ، أقبل ذلك إذا قال أحدهم إن كاسياس أفضل من دييجو لوبيز لكن عليك أن تقبل أنني مدرب ريال مدريد "
بالكتاب الذي قمت بكتابته " الوجه الأخر لجوزيه مورينيو " ذكرت حادثة مهمة جدًا وهي : بعد تسريب ماحدث بتشكيلة ريال مدريد ضد برشلونة التي انتهت بالتعادل الإيجابي حين تم تسريب مركز بيبي ، ذهب مورينيو لغرفة تبديل الملابس قائلًا :
" أنتم خونة ، طلبت منكم عدم الحديث مع أي شخص عن اختياراتي ولكن قمتم بخيانتي جميعًا ، وهذا شيء يدل على أنكم لستم بجانبي ، أنتم أبناء عاهرة ، الصديق الوحيد لدي في الغرفة هو غرانيرو ، وأنا لست متأكد إذا كان يمكن لي الوثوق به الأن ، الجميع تركني لوحدي ، أنتم الفريق الأكثر غدرًا لي ، لا يمكنني وصفكم سوى بإنكم أبناء عاهرة "
في تلك اللحظة أدار كاسياس ظهره قبل أن ينهي مورينيو حديثه ويذهب إلى الحمام ، ليغضب مورينيو كثيرًا ويمسك علبة ريد بول ويرميها على الحائط بقوة وتنفجر وتطايرت على الأشخاص القريبين منها ، واستمر بالشتائم وجلس القرفصاء وقال بأنه سيتحدث مع بيريز وسانشيز حول ماحدث وليبحثوا عن الخائن ثم قال جملته الشهيرة : في فيتنام ورأيت صديقي يضحك سأحمل مسدسي بيدي واقتله والأن عليكم البحث عن من سرب التشكيلة "
كان نهائي كأس الملك بعد أربعة أيام ضد برشلونة وحينها قال مورينيو قبل المباراة الحديث الشهير له للاعبي مدريد حين قال :
" هناك فرق بين الإسبان والكتلان ، لا يوجد بينكم وبين برشلونة أي شيء مشترك ، أعرف ذلك لإنني عشت في برشلونة لسنوات عديدة ، وأنا ادرك ثقافتهم المحلية وكيفية التعليم الذي يتلقاه الأطفال هناك في برشلونة ، أشخاص مثل بويول وبوسكي وتشافي وبيكيه يدرسون منذ الصغر عن الابتعاد عن الإسبان مثل اربيلوا وكاسياس وراموس ، وأنتم على خطأ إذا كنتم تعتقدون بأن لديكم صداقات مع لاعبي برشلونة بسبب سنواتكم في المنتخب ، لاعبي البرشا ليسوا اصدقاء لكم وقاموا باستغلالكم بتلك الصداقة الوهمية لخيانتكم ، لخيانة لاعبي ريال مدريد وانتزاع هيبتكم عن طريق الصحافة ، والصحافة اليوم اصبحت تفضل برشلونة وإهانة مدريد ، لكن عليكم عدم تقبل مايحدث لكن عليكم تقبل بإنكم الأشخاص السيئين وأن لا نعترف بعدونا ، لا أريد منكم مصافحة لاعبي برشلونة خارج إطار الملعب ، وأي شخص يخالف أوامري فهو قد طعن بظهري وبظهر رفاقه ، أي شخص يصنع مثل هذه الإيماءات الودية مع لاعبي برشلونة فهو خائن "
كاسياس بعد كلام مورينيو كان غاضب جدًا وقال بغرفة الفندق لرفاقه :
" لا يمكننا أن نلعب بنفس الطريقة التي لعبنها بها في السانتياغو ، أنا لا أهتم إذا كان المدرب مورينيو أو بيلغريني أو كابيلو ، أريد فقط الفوز بالكأس وحينها ليذهب كل شخص ويضاجع نفسه "
بيكيه بعد مباراة السوبر الإسباني والصراعات التي بدأت قال : " مورينيو يحاول تدمير الكرة الإسبانية " ليرد مورينيو عليه : " أنا ادمرها لإنني كسرت هيمنة برشلونة " وهذا الشيء اعجب التراس مدريد ليقرر الألتراس رفع الراية الشهيرة وهي :
" Mou , tu dedo nos senala el camino " وتعني : مورينيو ، إصبعك جعلنا نرى الطريق .
مورينيو اصبح مجنون بفكرة من سرب التشكيلة وذكرت بالكتاب بأن مورينيو قد تعاقد مع شركة تدعى Gestifute لمراقبة كل شيء وجلب كل الأخبار التي تخص مدريد، وحينها وصل مورينيو لنتيجة بأن هناك من يسرب الأخبار لأن هناك أمور لا يعرفها سوى هو واللاعبين والكادر التدريبي .
بالنهاية وبعد كل شيء كان هناك شيء غريب برأيي ، لا يمكن وصف كاسياس بإنه خائن لإنه بالنهاية يبقى كلام صحف ولا يمكن أيضًا أن نقول بأن مورينيو كان على خطأ لإن الدلائل تشير على من كان يسرب أمور كثيرة بالفريق للصحافة وتحديدًا الماركا وتحديدًا سارة حبيبة كاسياس التي كانت تملك الكثير من الحصريات وهي التي جعلت كاسياس المتهم الأول .
رياضيًا سأكون صريحًا ، دييغو لوبيز قام بشيء عظيم مع مدريد وعلينا احترامه ، مورينيو قال بأن كاسياس ظاهرة بمنتصف الملعب وفعلًا هذا الشيء ، لكن مشكلة كاسياس الأبدية كانت بإنه سيء في الخروج من المرمى ، كل ركنية وكل ركلة حرة هي خطر على ريال مدريد ودائمًا ماكان حارس سيء بقدميه ، رياضيًا ايضًا كانت نسبة نجاح دييغو لوبيز بالتصدي للكرات تصل إلى 73 ويحتل المراكز الرابع بالدوري الإسباني بينما كاسياس كانت نسبة نجاح تصدياته 66 بالمئة ليتراجع للمركز 24 رغم قلة مبارياته مقارنة مع لوبيز، حيث كانت أرقام دييغو لوبيز رياضيًا افضل من كاسياس .
الصحفي الشهير غويليم بالاغ ذكر شيء مهم وهو بأن مورينيو قام بكسر درع كاسياس وكشف سلبياته التي كان الجميع يخاف أن يتكلم عنها واصبح من السهل التكلم عنها .
حين رحل مورينيو جاء أنشيلوتي وشاهد هذا الأمر وشاهد تراجع كاسياس ليقرر بوضع دييغو لوبيز كحارس دوري بينما بالأبطال شارك كاسياس حتى تنحل المشاكل جميعها وللأسف كاسياس وضع مدريد بوضع سيء حين سجل اتلتيكو هدف بخطأ بالخروج من ايكر كاسياس لكن راموس انقذ الوضع .
بدأت حينها الصافرات باتجاه كاسياس ، وضعه بالمنتخب كارثي والجميع يتكلم عنه ويتكلم على إن دي خيا يستحق المركز الأساسي وبدات مفاوضات دي خيا وريال مدريد وبالنهاية رحل كاسياس . يمكن أن يكره البعض مورينيو بسبب حبه لإيكر لكن رياضيًا كان هناك وجهة نظر .
حتى الصحفي الشهير Hugo gatti قال بإن كاسياس لا يتعلم من أخطائه ابدًا وبإن أخطائه دائمًا تتكرر بالنهاية هذه هي قصة كاسياس مورينيو من وجهة نظر شخصية ومازال ليومنا هذا الموضوع مثير للجدل وللأراء ومازال هناك انقسام كبير في الرأي .
ولاننسى مقولة السير اليكس فيرغسون " لم اتابع الدوري الإسباني الا في فترة مورينيو لأنها جاءت في افضل حقبة لبرشلونة ، مواجهة الصحافة من جهة ومواجهة برشلونة من جهة أمر صعب جدا لم يمكن ان يتحملها احدا الا مورينهو "



































