اوناي ايمري يكتب التاريخ مع فياريال
حلم الغواصات الصفراء لسنوات كان يتمثى في الوصول لدوري الدرجة الثانية الإسباني، تحقق مع بداية السبعينيات، لكن الفريق قضى موسمان فقط قبل عودته للدرجات الدنيا، عانى كثيرا قبل فترة التسعينيات التي شهدت الثورة الأكبر في تاريخه.
بدأ فياريال حقبة التسعينيات بالعودة نحو الدرجة الثانية، ثم بعدها حقق حلمه الأكبر و هو بلوغ الدرجة الأولى سنة 1998، هبط مباشرة في الموسم التالي، ثم عاد بقوة ليحافظ على بقاءه في لاليجا طيلة السنوات الموالية باستثناء موسم 2012-13 الذي هبط فيه الفريق للدرجة الثانية ثم عاد بعدها مباشرة.
أول بطولة للغواصات الصفراء في تاريخهم
فياريال طيلة تاريخه لم يحقق أي بطولة في عالم النخبة، فقط حقق لقب دوري الدرجة الثالثة الاسباني سنة 1970 والتي تعتبر بطولة للهواة، إضافة للقبي بطولة الانترتوتو الاوروبية التي كانت أشبه ببطولة ودية تشارك فيها الفرق من خلال تقديمها لطلب المشاركة.
قضى فياريال 21 موسما في لاليجا، إنجازه الأفضل تمثل في احتلاله وصافة موسم 2007-08 خلف ريال مدريد، إضافة لموسمه القاري الرائع سنة 2006 عندما وصل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
فياريال تعاقد خلال الموسم الحالي مع المدرب أوناي إيمري، صاحب الثلاثة ألقاب متتالية مع إشبيلية في الدوري الأوروبي و نهائي رابع مع أرسنال، رئيس فياريال فرناندو رويج و بعد حصول فريقه خلال الموسم الماضي على المركز الخامس المؤهل للدوري الأوروبي تعاقد مع إيمري باعتباره "الدوري الأوروبي" شخصيا، كان هناك أمل و لو بنسبة ضئيلة في تحقيق إنجاز أسطوري ضمن المسابقة.
فياريال رفقة إيمري صعد سلم البطولة خطوة بخطوة، تصدر مجموعته التي كانت سهلة، ثم تغلب بعدها في الادوار الاقصائية على سالزبورغ، دينامو كييف، دينامو زغرب، و أرسنال، قبل الوصول لنهائي البطولة و مواجهة مانشستر يونايتد ضمن مباراة حسمها أبناء إيمري بعد صراع دراماتيكي خلال ركلات الحظ الترجيحية.
سواء إنجازه القاري التاريخي رفقة إشبيلية أو القابه المحلية رفقة باريس سان جيرمان لا يمكنها أن تعادل لقبه رفقة فياريال، إيمري أصبح أول مدرب يقود الغواصات نحو منصات التتويج، سينصب له تمثال في مدينة فياريال، سيكتبون عنه الشعر و يألفون عنه الروايات، إيمري الآن ليس سيد الدوري الأوروبي فقط بل هو رمز و مَعْلَمُ مدينة فياريال التاريخي.
سُئل مورينيو بعد نيله الدوري الاوروبي مع اليونايتد " كيف هزمت الأياكس " .. قال ، أعلم أنهم يحبون الاستحواذ فتركته لهم ، فهم عندما يستحوذون كثيرا يخطؤون .
إيمري فعل نفس الشيء مع سولشاير ، أرغمه و دفعه للاستحواذ و ذهب هو للعب المباشر ، و كل فريق يستحوذ سيتقدم لاعبوه كثيرا ، لذلك ففياريال كان مذهلا في التحولات الهجومية ، و جعل دفاعات اليونايتد دائما في حالة ارتباك .
اليونايتد مارس ضغطه العالي منذ الدقيقة الأولى ، و استطاع خلق فرص لكن التسرع و التنظيم الدفاعي للغواصات قتل كل تلك الهجمات ، و كل النهايات كانت بشكل عشوائي ، لذلك لم يكن اليونايتد خطيرا بالشكل الكافي في منطقة خصمه الا في لقطات قليلة كانت كلها من جهة غرينوود .
تحركات برونو و غرينوود بين خطوط فياريال ، قابلها تحرك مذهل من لاعبي فياريال .. ضيقوا المساحات خاصة على برونو ، و كلما استلم كان محاصر و لا يجد الحلول ، لذلك فكان الحل الفردي هو الانجع خاصة من جانب غرينوود ، الذي استطاع الدخول لمنطقة جزاء فياريال في اكثر من مرة .
ايمري استطاع اعطاء نفس جديد لفريقه من خلال التغييرات التي قام بها ، لذلك شاهدنا الشوط الاضافي الاول بسيطرة فياريال ، و هنا دخل العامل البدني في الموضوع ، لكن سولشاير يكون تأخر قد قليلا في تغييراته ، لذلك شاهدنا تراجع في عملية الضغط التي كان يمارسها اليونايتد طيلة المباراة و اصبحت هناك مساحات في الوسط كاد يستغلها فريق فياريال و يضيف الثاني .
كنت أنتظر تغيير راشفورد في وقت مبكر و اقحام جايمس ، لاعطاء سرعة اكثر لكن سولشاير كان له رأي اخر ، و بقي راشفورد في الميدان مع أني شاهدته اقل خطورة من الجميع ، و كانت جهته اكثر امانا على الغواصات مقارنة بجهة غرينوود .
أينما حل ايمري يحل الدوري الاوروبي .. لذلك فهذا الرجل اختصاصي ، و لأنه يدرك حجم فروقات التشكيل ، دفعهم للذهاب الى ضربات الترجيح ، و هكذا قضى عليهم نفسيا قبل ان يقضي عليهم بنتيجة المباراة .
بقلم المبدع : محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق