ماوريسيو ساري مبتكر طريقة الساريزمو في كرة القدم
ظهرت بالسنوات الماضية كلمة الساريزمو في المعجم الايطالي، لتدل على كرة القدم الفاتنة التي قدمها ماوريسيو ساري مع نابولي، حيث جذبت أنظار جميع المتابعين حول العالم، لكن من أجل فهم الساريزمو، يجب أن نفهم الرجل الذي خلفها.
أريجو ساكي، أحد أكبر معالم الثورة في كرة القدم، عُرف بالأفكار الحديثة التي قدمها للكالتشيو. خرج عن المألوف، خطة 442 ومنظومة ضغط ميلان الشهيرة. اللجوء إلى مبدأ "مرر وتحرك"، فقد كانت الحركية دائمًا مطلوبة من اللاعبين. أسس نهج خاص به، وقرر رفع صوته في وجه التقاليد بإيطاليا.
ماوريسيو ساري ناشط في مجال التدريب منذ عام 1990. لقد درب عن ما يزيد 15 ناديًا، ومعظم هذه الأندية تُعتبر بعيدة نوعًا ما عن أضواء الشهرة.
وكما تقول الرواية، حقبته مع نابولي هي الإستثناء الأجمل. مع العلم، برز عمل ماوريسيو ساري في إيطاليا بفترته مع إيموبيلي. لذا، نابولي كان النادي الذي مهد لظهور الساريزمو إلى العالم.
مع نابولي، كان ساري يفكر كثيرًا بشكل الفريق ما قبل الاستحواذ، ما بعد الاستحواذ، وخلال الاستحواذ. منظومة يمكننها بشكل مرن التحول من 3-4-1-2 إلى 4-3-3 أو 4-5-1.
الكثير يعتبر أن ساري لا يجيد التأقلم مع الظروف، الا أن هذه واحدة من المغالطات الشائعة حوله. عندما غادر هيجواين إلى يوفنتوس، وأصيب ميليك، منح ساري ميرتينز حرية إضافية في الأمام، دون الاضطرار للتخلي عن مبادئه. هذا الأمر، شحن طاقة نابولي في الهجوم.
"في معظم الأحيان عند التحضير للمباريات، المدرب لا ينام كثيرًا. لكن، عندما تواجه فرق يدربها ماوريسيو ساري، فإنك لا تعرف معنى النوم على الإطلاق." روبرتو دي زيربي
أكثر من مرة ذكر ساري عن حبه للعمل، يحب أن يشغل نفسه في تفاصيل هذه اللعبة. هامشيك أحد رموز نابولي كان قد تحدث عن أولى أيام ساري مع نابولي قائلًا : "في أول يوم جاء ليشرح فلسفته، جلب معه عشرات الفديوهات، أتذكر أنه شرح لنا 33 خطة عن المواقف الثابتة. كان هذا مبهرًا. في الأمور التكتيكية، لم أعمل مع رجل كما عملت مع ساري."
تشيزاري برانديللي كان قد أعلن منذ عدة أشهر إستقالته من تدريب فيورنتينا. الرجل كان محبط بشكل لا يوصف، حيث كتب رسالة وداعية لجمهور الفريق، وأعتذر عن مغادرته فيورنتينا بهذا الشكل.
أهم ما جاء في رسالة برانديللي: "هذا العالم الذي أنا جزء منه يمضي بسرعة، أسرع مما تخيلته. قررت التوقف عن الانجراف ومحاولة مجاراته، وذلك حتى أجد ماهيتي."
هذا الشغف الذي يغذي أفكار ساري لمدة 30 عامًا هو أمر إستثنائي. لقد منح كرة القدم كل هذه السنوات من حياته. يعتقد المتابع أن التأقلم هو أمر سهل، لكن هذا غير صحيح. هذا الرجل الحكيم لم يتوقف عن تقديم وجبات مجانية وغير محدودة من المعرفة إلى كل من يهتم بتفاصيل هذه اللعبة.
سكان نابولي يعتبرون أنه لا يحق لساري أن يدخل حياتهم بهذه البساطة، يتعلقون به، يهتمون لأمره، ومن ثم يرحل. فكيف اذا ترك عالم التدريب بشكل نهائي؟
لاتسيو قد تكون المحطة الأخيرة له. من يعلم؟ دعونا نستمتع بما تبقى من ماوريسيو ساري.
بقلم : مصطفى فرحات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق