تحليلات كروية

موقع رياضي مختص بتحليل أقوى المباريات في الدوريات الأوروبية

Wikipedia

نتائج البحث

آخر المواضيع

السبت، 13 مارس 2021

هل فعلا انتهت حقبة ميسي و كريستيانو كما يصور لنا الإعلام ؟

ميسي وكريستيانو

 

هل فعلا انتهت حقبة ميسي و كريستيانو كما يصور لنا الإعلام ؟



خروج ميسي و كريس مبكرا من دوري الأبطال لا يعني نهاية حقبتهم بالأساس، أي محاولة لتصوير ذلك فهو أمر سطحي فقط، صحيح أنهما يتقدمان في العمر، لكن حقبتهم لم تنتهي بتلك الطريقة التي يصورها الإعلام.


عاش رونالدو نعيما رفقة ريال مدريد الذي كان يتوفر على منظومة متكاملة، خلال موسمه الأخير هناك سجل 15 هدفا في الأبطال، و هو نفس عدد أهدافه مع اليوفي في نفس البطولة طيلة مواسمه الثلاث، رونالدو فعل كل شيء لوحده رفقة اليوفي في الأبطال خلال الموسمين الماضيين، لكنه فشل في الذهاب بعيدا في المسابقة، ببساطة لأن شكل الفريق كان سيء.


ميسي عاش في منظومة سيئة ضعف مواسم كريس، سنة 2019 قدم مجهودا خارقا حرفيا، لكن الفريق خرج من البطولة، لا أحد يستطيع الوصول لمستوى ميسي حسب الداتا و إحصائياتها المعقدة، فهو متنوع، يراوغ و يصنع و يسجل، و يستطيع أن يعوض فريقا كاملا، لكنه مع ذلك لم ينجح في قيادة برشلونة إلى نهائي دوري الأبطال سنة 2019.


يستطيع اللاعبان تسجيل الأهداف و صناعتها، لكن يستحيل أن يمنع أحدهما مدافعي فريقه من عدم ارتكاب اخطاء ساذجة، أو مسك قدم مهاجم لإدخال الكرة في الشباك، و بالتالي مهما كان اللاعب خارقا لا قيمة له إلا وسط منظومة متكاملة.


عندما فازت إيطاليا على البرازيل في المباراة التي قادت الأزوري لنهائي مونديال 1982، وصف زيكو تلك المباراة بأنها نهاية كرة القدم، عكس ما حدث في مونديال المكسيك أصبح النصر في اللعبة ملك من ينتصر في الأسلوب و ليس في التشكيل، حينها انتهى الاسلوب الساذج في اللعبة و الذي كان يتمثل في ترك مسار المباراة وفق تقدير اللاعبين المتميزين، يومها فاز النظام العام و أصبحت المواهب الفردية مطالبة بتحقيق الاندماج.


ربما ليست هذه القاعدة اسقاطا حرفيا على وضعية ميسي و كريس، لم يختر أحدهما التغريد وحيدا، بل وجد الطرفان نفسهما مطالبان بذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لذلك لا يمكن تحديد نهاية حقبة اللاعبان من عدمها بناء على الوضع الحالي، فقط يمكن فعل ذلك عندما تتوفر منطومة جيدة و يفشل الطرفان معا.


كريس هداف عظيم و ميسي لاعب أعظم، ثنائي حافظ على ريادة اللعبة لأزيد من عقد كامل، لكن عندما انهارت المنظومة العامة انهار اللاعبان معا، لأن العزف بشكل منفرد لا مكان له ضمن نطاق اللعبة الحديثة، حتى لو كان العازف خارقا فلا قيمة لمقطوعته.


التاريخ يقترب من إنهاء أقوى منافسة في تاريخ المستديرة


التاريخ على وشك أن يطوي صفحة مهمة جدا في كتابه .. هذه الصفحة من بين أكثر الصفحات التي أطال القراء فيها النظر و مع ذلك لم يملوا منها مطلقا .


لاعبان صنعا المجد حتى كره ذلك المجد من الذكر ، و أصبح يظن أننا نغتابه عن طريق هذان .. و وفروا علينا مسألة القيل و القال على الأقل في الزمن الحالي ، و كان الله في عون أجيال ستأتي من بعد ، سينقلون لهم أخبارا كاذبة عن هذا و ذاك ، حتى يرجعانهما لاعبين عاديين ما دام هناك حاليا من يعتبر ذلك .


كرة القدم تغيرت و هذا واضح ، لكن المشجعون تغيروا أكثر من اللازم ، و أصبح الرد مستحيلا عمن يعتبر الدون لاعبا عاديا و ليونيل لاعبا متخاذلا .. و كأننا نسمع كرة القدم في الراديو و فقط و لم نشاهدها بأعيننا .. لذلك و لأننا لا نحب التحدث عن أنفسنا كثيرا و لا أحد ربما يعرف من نحن و لا من أي نقطة بدأنا .. لكن لسنا أطفال عرفنا كرة القدم قبل عقد من الزمن حتى نندهش بميسي و رونالدو ، لكن معاصرة اكثر من حقبة جعلتنا نخرج بنتيجة حتمية و اخيرة و هي أن هذين اللاعبين هما استثناء في كرة القدم .. أقول هذا القول بعيدا عن المتفلسفين في عالم المستديرة .


هناك من يريد أن يبدو مختلفا عنا جميعا و لأنه عاصر أجيالا قديمة و بأنه غير مندهش بمن ذكرنا .. ذلك النوع كثر و يكثر ، لكن كل هذا التنكر لا يغير شيئا في ماهية هذين اللاعبين اللذان غيرا خارطة أرقام كانت تبدو مستحيلة الحدوث . 


شهور أو سنوات تعد على الأصبع تفصلنا عن نهاية عهد تاريخي موثق .. الأصح من كل هذا ان تغتنم أي لقطة ترى فيها رونالدو و ميسي .. فقريبا الميادين ستخلوا من السحر و حينها يمكن أن تعيشوا زمن توبة كرة القدم ، و يا ليتها تكون نصوحا و فقط .





بقلم : محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

Translate

من نحن

فكرة موقع إلكتروني يشارك معكم أفكاره حول مجتمعاتنا العربية . ويحاول تذكير الشباب بالمعلومات القيمة والنادرة ومشاركتنا ببعض المعطيات وإحصائيات حول كل المجالات

التصنيفات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *