اللاعب الذي حفر اسمه في قلوب كل الرجاويين
حفر اسمه في قلوب كل الرجاويين
أحد أبناء كازابلانكا حالفه الحظ كثيرا، ولد في النصف الثاني من التسعينيات، فترة سيادة النسور محليا و قاريا، ولد وسط معقل الرجاء، ولد لأب يسمى "اليوعري" رمز الوفاء و الحب لقلعة نسور كازا.
شجع فريقه من مدرجات الماجانا بعدما كان يتغذى بصياحهم بدل حليب أمه، تحول المشجع إلى لاعب، ثم إلى نجم الفريق، و بعدها أصبح نجم البطولة المغربية و أحد أبرز اللاعبين في القارة السمراء.
تحطم حلم محمد رحيمي "اليوعري" بأن يصبح حارس مرمى النسور بعد حادثة سير، لكنه لم يبتعد عن الرجاء، فالعيش بدون وطن صعب، تحول الشاب إلى حامل أمتعة، عانق كبار النسور على الاستاد و هم يصنعون المجد، كان يفرح كثيرا، فرحته كانت لتصبح أكبر لو كان يحمل تلك الألقاب بنفسه. الأول يرث المهنة، و الثاني يرث الحلم، هكذا رسم اليوعري الطريق لإبنه سفيان بعدما لم يستطع الإبن الأكبر أمين في أن يصبح لاعبا، و الذي قرر مساعدة والده في عمله داخل البيت الأخضر.
لم يحالف الحظ محمد "اليوعري" ليصبح لاعبا محترفا، لكن القدر عوضه ب إبن بار يدعى سفيان، مرورا بكل من تيسيما و الوازيس سفيان أصبح نجما ساطعا على غرار من سبقه، ليؤكد أن مدرسة الشعب لازالت قوية، لازالت خريجة أساطير.
بدأت الحكاية عندما أعاد رحيمي النسور الخضر إلى المشهد القاري بعد غياب دام ل15 عاما، منح فريقه لقب الكونفدرالية الأفريقية، ثم ساعده في التتويج ببطولة السوبر الأفريقي، بعد ذلك تحقق حلم التتويج بالبطولة المحلية لأول مرة بعد انتظار دام ل7 سنوات، لقب سطره سفيان ضد نهضة بركان، ليتوج بجائزة أفضل لاعب في البطولة المغربية.
سقط النسر قاريا، أمام الزمالك في المرة الأولى، و تونجيث في الثانية، كسر أنفه في النزال الأول، و سالت دمائه في الثاني، رحيمي كان يبكي بحرقة، وطنه يعاني، يشعر أنه خذل الملايين، لكنه يتذكر أنه نسر، و النسر لا يخسر، يعود ليتسبب في ركلة جزاء أمام الإسماعيلي، أعادت الأخضر إلى البطولة العربية بعدما كان خارجها، ثم يمنح محمود بن حليب كرة القاضية و العبور إلى النهائي، حقق لقب الكونفدرالية مجددا، ثم عاد ليقود فريقه نحو التتويج بالبطولة العربية في ليلة وداعه للنادي.
فساد إداري، مدرب و تعاقدات لا تليق بالنادي، رحيل أهم لاعبي الفريق دون تعويضهم، و العديد من المشاكل الأخرى، كلما فقدنا الأمل كجماهير يأتي الفرج من حيث لا ندري، خلال آخر موسمين حققنا بطولة الدوري ثم بعد ذلك لقب الكونفدرالية، ليأتي الدور على البطولة العربية التي استمر التنافس فيها لسنتين.
الكامباك الجنوني على الوداد في ديربي الدار البيضاء ثم نهائي الرباط الأسطوري و تحقيق اللقب على حساب الاتحاد، ليلتان ستظلان عالقتان في تاريخ الكرة العربية للأبد، ليلتان كان الرجاء هو بطلهما، ربما تمرض النسور، تتعرض للخيانة داخليا قبل مواجهتها للعدو خارجيا، لكنها لا تموت، تؤكد على أن الرجاء هو الممثل الأول للمغرب قاريا و عربيا و عالميا.
اليوعري قدم للرجاء هديتين عظيمتين، اكتشف الأسطورة عبد المجيد الظلمي الذي كان طفلا يداعب الكرة في أزقة درب السلطان، ثم أنجب لاعبا عظيما يدعى سفيان رحيمي.
شكرا على كل شيء سفيان، قدمت الكثير للنادي، ودعتنا بأفضل طريقة ممكنة، نتمنى لك كل التوفيق في محطاتك القادمة.
بقلم : محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق