هل يعتبر غوارديولا محظوظا بالفراق التي دربها ؟
![]() |
| بيب غوارديولا |
تحليلات كروية يقال أن جوارديولا كان محظوظا دائما، يجد فرقا جاهزة في كل دولة، لكن الحقيقة هي أن جوارديولا كان يستحق تلك الفرق و التي ليست جاهزة بالمعنى الذي يصوره الإعلام.
مرحلة جوارديولا مع برشلونة كانت خارقة جدا، مدرب استلم خلال تجربته الأولى في عالم النخبة فريقا منهارا، موسمين صفريين، سقوط تلو آخر في الكلاسيكو، ونجوم كسالى، بيب تعلم من خوانما ليو في المكسيك ثم استلم الفريق الثاني لبرشلونة قبل الوصول لتدريب الفريق الأول.
طرد نجوم الفريق حينها، حول إنييستا من مركز الجناح إلى الوسط، أعاد القيمة لتشافي الذي انفجرت اذانه بصافرات الاستهجان، ثم قام بتصعيد بوسكيتش، واستقطب بيكيه من دكة مانشستر يونايتد، كذلك كان السبب الرئيسي في تطوير موهبة ميسي.
جوارديولا حصد كل شيء مع برشلونة، حصد الأخضر و اليابس، فريق مثل ريال مدريد صرف كثيرا من الأموال و غير عديدا من المدربين لكنه لم يوقف بيب، خروج ريال مدريد حينها بكأس الملك او السوبر كان إنجازا عظيما لأن ما كان يقدمه برشلونة حينها كان شيء إعجازي.
جوارديولا لم تصنعه برشلونة كما يشاع، بيب هو من وجد الوصفة السحرية لصناعة ذلك الجيل العظيم، لذلك عندما يطلب أحدهم من جوارديولا استلام فريق متوسط او مثل ذلك فهو غبي جدا، تجربته مع برشلونة هي من منحته فرصة استلام فرق جاهزة كما يطلق عليها، لا يمكنه أن يعود للصفر دائما ليثبت للبعض أنه مدرب عظيم.
بيب طبعا وجد ظروف أفضل من غيره خلال مرحلتيه مع بايرن و السيتيزن، لكن لا يمكن القول أنه وجد فريقا جاهزا، بل وجد لاعبين جيدين، هناك فرق كبير بين الاثنين، لأن الجملة الأولى تلغي أهمية المدرب تقريبا بينما الثانية تعني أن المدرب لديه أفضلية، بيب طور هناك عديد من المواهب أيضا لكن هي أمور غالبا ما يتغاضى الجميع عنها.
تجربة بيب مع بايرن ليست سيئة كما يصفها كثيرون، صحيح أن تحقيق الألقاب المحلية هناك رفقة البافاري ليس إنجازا لكن الطريقة التي كان يحقق بها تلك الألقاب و تحطيمه لأرقام عديدة أمور تستحق كل الإشادة. رفقة السيتيزن أتذكر موقف الإعلام الإنجليزي الكوميدي بعد وصول بيب لإنجلترا، لكن بعد مدة قصيرة أخرسهم جميعا.
طبعا تلك الأمور لا تعني أن بيب متكاملا أو شخص لا يخطئ، لكن خلال معظم الأحيان يتم وضع مقاييس تعجيزية للتقليل من إنجازاته، بينما كان يحصد الأخضر و اليابس محليا في إنجلترا كانو يصفونه بالفاشل لأنه فقط لم يحقق دوري الأبطال منذ خروجه من برشلونة، تخيل أن تربط فشل مدرب ببطولة خروج المغلوب و دون التعمق في الأسباب الرئيسية؛ طبعا لا يوجد شيء سطحي أكثر من ذلك، صحيح أنه يعاب على بيب احيانا الفلسفة المفرطة في الأبطال، لكن لماذا لا يتطرق البعض مثلا للحديث عن سوء تحويل لاعبيه لكم هائل من الفرص إلى أهداف، و عن كونه كان الأفضل في مباريات عديدة لكنه ودع البطولة.
بطولات خروج المغلوب ليست معيارا لتقييم المدرب كونها غير عادلة بين الفرق و خاضعة لهوامش كثيرة مثل الحظ، بطولات الدوري هي الجانب الأساس لتقييم المدرب لأنها تلغي كل تلك العوامل تقريبا. تقييمي لجوارديولا لم يتعلق يوما بالألقاب أو النتائج فهي لا تمثل لي شيء، جوارديولا بالنسبة لي هو أحد أعظم المدربين في تاريخ اللعبة، شخص غير عديدا من المفاهيم ضمن علم اللعبة و خلق ثورة، يمكن للاعبين جيدين قيادة المدرب لتحقيق الألقاب، لكنهم لا يستطيعون قيادته لتحقيق الثورة.
بقلم : محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق