روماريو البرازيلي اللاعب الذي دمر نفسه بنفسه

  اللاعب الذي دمر نفسه بنفسه

روماريو البرازيلي

عندما فاز كرويف بآخر لقب دوري له رفقة برشلونة موسم 1993/94، لم يكن ستويتشكوف أكثر المهاجمين غطرسة في النادي الكتالوني، لأن يوهان استقطب منافس آخر من ايندهوفن بعد تعاقده مع المهاجم البرازيلي روماريو، صاحب الموهبة الاستثنائية، و الذي وصف نفسه بأنه أفضل مهاجم في العالم، أعلن أنه سيحرز 30 هدف دوري، و سيكون سيد مونديال أميركا 1994.

روماريو أوفى بوعده، توج بالبيتشيشي كهداف للدوري الإسباني، ثم قاد منتخب بلاده للفوز بلقب كأس العالم، ليحقق جائزة أفضل لاعب في العالم.

بينما كان روماريو في بي إس في يشارك بانتظام في بناء اللعب، اختفى لفترات طويلة رفقة برشلونة، قبل أن يقدم دروسا قاسية للخصوم، كانت لديه موهبة خارقة وتسارع لا يصدق، لمسته الأخيرة كانت متعجرفة فيها إذلال لحراس المرمى.

كان ستويتشكوف و روماريو على علاقة حب وكراهية طوال 18 شهرا، لكن مع ذلك فقد حفز كلاهما على التألق و تسجيل أهداف أكثر، أصبحت لديهم صداقة عائلية مدهشة بعد ذلك.

ضمن المسرح الأوروبي كان عرضهم الأكثر تميزا هو الفوز على مانشستر يونايتد ب4-0 في كامب نو خلال شهر نوفمبر من عام 1994، و لكن بالنسبة لمشجعي برشلونة، فإن الفوز 5-0 على ريال مدريد في وقت سابق من ذلك العام كان هو الأهم، روماريو سجل هاتريك حينها.

انهارت صداقة روماريو مع ستويتشكوف بسبب شكوى هذا الأخير حول أسلوب حياة البرازيلي، كل لاعبي برشلونة كانوا غاضبين من روماريو الذي قضى شهرا كاملا في ريو احتفالا بتتويجه بطلا لكأس العالم، لم ينزعج كرويف من ذلك، لكن لجنة كبار اللاعبين في برشلونة طالبت باجتماع عاجل، تحولت فيه الأمور إلى الأسوء.

اعتقد روماريو بأن الاجتماع سيكون خاص بتهنئته، لكن الأمر كان مختلف، استمع باهتمام لحديثهم قبل أن يغضب من الجميع، تحدث عن مساوئ و مشاكل كل لاعب، بعدها تدخل كرويف و طالب الجميع بالعودة إلى التداريب.

روماريو دمر نفس بنفسه بعد مونديال 1994

دمر روماريو نفسه بعد مونديال أميركا، عاد بجسده إلى برشلونة، عقله بقي في البرازيل، طرده كرويف رفقة ستويتشكوف من مباراة الكلاسيكو التي خسرها برشلونة ب5/0، بعدها بأسبوع واحد، تم اختيار روماريو كأفضل لاعب في العالم، فيما توج ستويتشكوف بالكرة الذهبية التي كانت تمنح للاعبين الأوروبين فقط.

أشهر عبارة قالها روماريو

"لقد خلقني الله لهذه الحياة من أجل إسعاد الناس بأهدافي"، عباراة عظيمة لروماريو، هذا الأخير ظلمه الإعلام كثيرا، كذلك ظلمه تاريخ اللعبة، لكنه ظلم نفسه أكثر و أكثر، مسيرته كانت لتصبح أسطورية أكثر، لكنه اتخذ عديد من القرارات الخاطئة.

بقلم : محمد الإدريسي