نهائي الماراكانا أسوأ كارثة عاشتها البرازيل
أكبر كارثة عاشتها البرازيل في كأس العالم
"لن تحتاج إلا لمباراة واحدة فقط من أجل أن تعيش حياة تعيسة"، هكذا ظل باربوسا يردد هذة الجملة طوال حياته، لتظل تلك المباراة عقدته الأبدية بسبب الانتقادات التي تعرض لها، كانت عقوبة أسوأ من الإعدام، حيث لازمته لخمسين عاما، حتى توفي سنة 2000.
دمرت الحرب العالمية الثانية أشلاء الكوكب، توقفت نبضات البطولة الأقوى عالميا لاثنتي عشر عاما، لتستكمل مشوارها سنة 1950 في البرازيل بمشاركة 13 منتخبا، تكفل الاتحاد الدولي بدفع مصاريف تنقل المنتخب الايطالي بطل آخر نسختين بعد اقناعه بالمشاركة في آخر لحظة، فيما غابت ألمانيا الغربية و اليابان بداعي خضوعهما للاحتلال، و رفضت منتخبات أخرى المشاركة.
لم تشهد البرازيل حربا في تاريخها منذ إعلانها كدولة سنة 1889، لكن نهائي الماراكانازو سيبقى اعظم انفجار عاشته البلاد، كان بمثابة قنبلة هيروشيما او ربما أشد، كانت اسوء كارثة تتعرض لها البرازيل.
لعبت البطولة بنظام المجموعات و لم تكن هناك مباراة نهائية، وزعت المتخبات الثلاثة عشر على أربع مجموعات في الدور الأول، تأهل منتخب من كل مجموعة إلى الدور النهائي الذي لعب هو الآخر على شكل نظام المجموعات، جمعت المجموعة الختامية كل من الاوروجواي، البرازيل، السويد و اسبانيا.
تغلب المنتخب البرازيلي على السويد بسباعية، و إسبانيا بسداسية، فيما تعادل المنتخب الأوروجواياني مع لاروخا، و تفوق على السويد بفارق هدف، و للمصادفة جمعت المباراة الأخيرة في الدور النهائي بين المنتخب البرازيلي المتصدر و المنتخب الاوروجوياني الوصيف في مباراة بمثابة نهائي منفرد.
شهدت تلك المبارة حضورا جماهيريا قياسيا لم و لن تشهده تاريخ اللعبة، 173850 مشجعا تقاسموا جنبات ملعب الماراكانا، انطلقت احتفالات عارمة في بلاد السامبا قبل بداية المشهد، كان اللقب برازيليا.
كان التعادل كفيلا بتتويج السيليساو، انتهى اول شوط بتعادل سلبي، ليسجل فرياكا هدف التقدم للبرازيل بعد مرور دقيقتين من انطلاقة الشوط الثاني، حينها تأكد تتويج البرازيل بأول لقب في البطولة، لكن الاوروجواي رفضت الاستسلام مبكرا و عدلت النتيجة في الدقيقة 67 عن طريق خوان شيافينو، ليقتل ألسيدس جيجيا حلم البرازيل بتسجيله الهدف الثاني قبل 11 دقيقة من صافرة النهاية إثر خطأ كارثي من الحارس البرازيلي مواسير باربوزا الذي كلف منتخب بلاده خسارة المباراة و اللقب.
حينها لم يخسر المنتخب البرازيلي على مستوى كرة القدم فقط، بل خسرت دولة البرازيل على كافة الأصعدة، تلك الهزيمة كانت أشبه بكارثة تشيرنوبل أو ربما أكثر.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق