تحليلات كروية

موقع رياضي مختص بتحليل أقوى المباريات في الدوريات الأوروبية

Wikipedia

نتائج البحث

آخر المواضيع

الجمعة، 26 مارس 2021

من من هم أكبر المبتكرين في عالم التدريب ؟

 أكبر المبتكرين في عالم التدريب

يوهان كرويف


وصلت كرة القدم لذروتها خلال فترة الكرة الشاملة مع المدرب رينوس ميتشيلز الذي اعتمد على كرويف عراب اللعبة، يوهان لم يكتفي بنثر سحره على رقعة المستطيل الأخضر بل ثار على مقاعد الاحتياط كمدرب أيضا مطورا بذالك فكر الكرة الشاملة و مصدرا ما يسمى بالتيكي تاكا حاليا للعالم، ليكون أحد أكثر الأشخاص تأثيرا في تاريخ اللعبة.


كتب الصحافي هوبرت سميتس سنة 1997 في مجلة Hard Gras "كان كرويف أول لاعب يفهم انه فنان، و أول من استطاع تنظيم فنون الرياضة كفن جماعي".


كرويف كان رمز الفكر الهولندي الذي يجمع بين النظام و الابداع الفكري، حظي بمسيرة أسطورية على رقعة الميدان كلاعب، و أكمل ذلك خلف خط التماس كمدرب، ربما من الطبيعي امتلاك مهارات فردية و موهبة خارقة للاعب في سن مبكر، لكن يوهان كان لديه شيء فريد إلى جانب كل تلك المميزات، كان لديه حس تكتيكي خارق في سن شبابه و هو ما ساعده على احداث ثورة في عالم اللعبة عندما أصبح مدرب.


بدأ مسيرته التدريبية رفقة ناشئي أياكس سنة 1977، حينها انطلق في رحلة تطوير الكرة الشاملة، اعتمد كثيرا على مفهوم اللاعب الوهمي حيث كان يفرض على رأس الحربة العودة لوسط الميدان من أجل سحب قلوب الدفاع و خلخلة استقرارهم لخلق مساحات في دفاع الخصم.


استلم تدريب الفريق الأول لأياكس سنة 1985، ليرحل بعد 3 مواسم صوب نادي برشلونة حيث شهدت اللعبة ثورتها الأعظم هناك في اقليم كتالونيا، اخترع ما يسمى حاليا بالتيكي تاكا بعدما أيقن ان الاستحواذ وحده لم يعد كافيا، أحدث مفهوما جديدا للسيطرة على الكرة مشكلا الاستحواذ الذكي الذي يعتمد على خلق المساحات و التبادل المستمر للمراكز او بالأحرى مبدأ اللامركزية الذي كان متطورا عن مفهومه رفقة رينوس، تبنى يوهان كرويف مفهوم تغطية جميع مساحات الملعب من خلال توسيعه عند امتلاك الكرة و تضييقه عند فقدانها لممارسة الضغط على الخصم من أجل ضمان استرجاع الكرة بشكل سريع و سد جميع ثغرات التمرير.


خلال حقبت كرويف مع برشلونة أبهر العالم بفريق الأحلام، كانت جوهرة الوسط أساس رعب تشكيلة يوهان التي تمثلث في خطة 3/4/3، مع ثلاثة مدافعين يتقدمهم رابع يجمع بين الارتكاز و المساندة الخلفية، ثلاثي كروف الدفاعي لم يكن مشكلا بكامله من قلوب دفاع كما هو معروف حاليا، بل كان يعتمد على قلب دفاع واحد يتوسط ظهيرين، لم يعتمد على الأظهرة بشكلهم المعهود على الأروقة بفضل وجود جوهرة الوسط الرباعية و لاعبي الأجنحة، أما في الحالة الهجومية فكان برشلونة يتحول للعب ب4 مهاجمين، مع تقدم صانع الألعاب رفقة رأس الحربة و الجناحين اللذان يدخلان للعمق، بحيث يضمن تواجد لاعبين على الأقل في صندوق الخصم، كل ذلك شكل طوفان كرويف الهجومي.


عظمة يوهان كرويف لم تتجسد فقط في تكسير الازدواجية التي فشل الجميع في الوصول لها كواحد من أعظم لاعبي و مدربي كرة القدم، بل تخطى كل ذلك من خلال تعامله مع مدرسة اللاماسيا، حيث أكد على تطبيق نظام الفريق الأول رفقة لاعبي المدرسة لبناء مستقبل برشلونة وفق الإرث التكتيكي ذاته، و هو ما جنى ثماره عديد من المدربين بعده.


رحل يوهان كرويف منذ 5 سنوات بعد صراع طويل مع السرطان، رحل كجسد فقط، لكن أفكاره لم و لن ترحل أبدا، كرويف لغة و ثقافة و فكر.. يموت الشخص لكن هذه الأشياء لا تموت.. تبقى خالدة في التاريخ يا كرويف.


لعنة جوتمان بين الواقع و الخيال


بدأت حكاية مجد و خراب بنفيكا في الستينيات مع قدوم المدرب المجري بيلا جوتمان، نصبهم أبطال لأوروبا سنتين على التوالي و أظهر للعالم المهاجم الفتاك اوزيبيو.


خلال رحلة تسيد القارة العجوز أنهى جوتمان هيمنة ريال مدريد على أول خمس نسخ، ثم تفوق على برشلونة في المرة الثانية، بعدها بعام واحد و في سنة 1963 رحل بيلا بعد حرب ادارية طالب فيها برفع راتبه.


شاءت الأقدار بعد رحيل جوتمان ان يخفق بنفيكا في تحقيق اللقب الاوروبي على مدار العقود ال6 الماضية رغم بلوغه المشهد الختامي 8 مرات، فخرج الاعلام لممارسة مهنته المفضلة واصفا ما حدث مع الفريق البرتغالي على أنه لعنة، قالوا ان بيلا لعن بنفيكا 100 عام من اعتلاء عرش القارة العجوز.


الإشاعة أصبحت حقيقة لدى كثير من الناس بعد الأحداث التي لاحقت رحيل جوتمان إلى يومنا هذا، خصوصا بعد فوز بنفيكا ب16 لقب دوري، 15 لقب كأس البرتغال، 7 ألقاب كأس الدوري، و 8 ألقاب سوبر برتغالي، نجاح محلي عظيم و عجز اوروبي ذريع جعل العالم يصدق تلفيق لعنة بنفيكا لجوتمان.


خسر بنفيكا بعد رحيل جوتمان 8 نهائيات قارية، 5 منها ضمن بطولة الكأس الأوروبية (دوري الأبطال حاليا)، الأول سنة 1963 ضد ميلان، الثاني ضد الإنتر في السنة الموالية، الثالث ضد مانشستر يونايتد سنة 1968، الرابع ضد ايندهوفن سنة 1988، و الخامس ضد ميلان سنة 1989، ثم 3 نهائيات أخرى ضمن بطولة كأس الاتحاد الاوروبي، الأول سنة 1983 ضد أندرلخت، الثاني ضد تشيلسي سنة 2013، ثم الثالث ضد إشبيلية سنة 2014.


تسيد محلي بأرقام مرعبة، و اخفاقات قارية بأرقام تفوقها رعبا، ثاني أكثر فريق خسارة لنهائي دوري الأبطال و أكثر فريق خسارة للدوري الأوروبي، أرقام وطدت لعنة جوتمان التي نفاها بنفسه، لكنها قد تكون لعنة عاطفية غير شفهية، عاقبت على إثرها القارة العجوز بنفيكا من أي تتويج قاري و كرمت عدوها اللذوذ بورتو بلقبين في دوري الأبطال و مثلهما في الدوري الاوروبي و لقب سوبر أوروبي، حتى القوى العالمية اتحدت مع القارة العجوز و منحت بورتو لقبي كأس انتركونتينينتال، لتكون لعنة الأحمر عند جاره الأزرق جنة.


انتهى زمن المعجزات مع قانون بوسمان، إنجاز بورتو و ليستر ليس إعجازا لتلك الدرجة التي صورها الإعلام، الأول وجد قرعة سهلة في أدوار خروج المغلوب، يونايتد حينها لم يكن قويا أوروبيا، أما ليستر فحصد لقب دوري تخلى الجميع عنه، رفض الجميع حينها الوصول لعرش إنجلترا، فقط رانييري من قبل بذلك.


السيء في قانون بوسمان انه منعنا من مشاهدة فرق مثل نوتنغهام و بوخارست و النجم الأحمر و غيرها كأبطال للقارة العجوز، أو فرق مثل استون فيلا و ايفرتون كأبطال للبريمرليج، حتى الفرق العظيمة مثل أياكس انهارت قاريا.


قانون بوسمان باختصار جعل كل لاعب ينتهي عقده مع ناديه حرا في المغادرة صوب أي فريق، قبل ذلك كان بحاجة لموافقة فريقه، كذلك تم إعادة تعريف اللاعبين الأجانب، حيث أصبح اللاعب الأوروبي محلي داخل دول الاتحاد الاوروبي.


ليدمر قانون بوسمان عدل اللعبة بشكل أكبر كان بحاجة لكثير من الأموال، تفاوت عائدات البث التلفزيوني بين الدوريات المحلية كان سببا آخر في في تخريب عدل اللعبة، دمرت دوري عظيم مثل الهولندي و رفعت قيمة عديد من الدوريات المتواضعة مثل الأميركي و التشيلي و المكسيكي و الأوكراني و التركي و غيرها.


السيطرة انتقلت من الدوريات و الفرق التي كانت تصنع النجوم الى الدوريات و الفرق التي أصبح لديها أكبر قدر من الأموال، لدرجة أن الفرق الأولى مثل اياكس و دورتموتد و بنفيكا أصبحت تشتغل في صناعة نجوم للفرق الثانية اكثر من اشتغالها على التتويج بالألقاب، تلك الفرق لم تختار يوما أن تهتم بالصناعة أكثر من المنافسة، لكن الظروف فرضت عليها ذلك، تلك هي الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.


صحيح أن قانون بوسمان دمر عدل المنافسة في اللعبة، لكنه كان ضروريا لحفظ حقوق اللاعبين و إنهاء عصر العبودية.


"كنا دائمي الاندفاع نحو الأمام، و كان الفريق الخصم يتراجع الى الخلف باستمرار، لذالك كان لزاما على لاعبي الطرف في خط الوسط اما ملاحقتهم و الضغط عليهم او تركهم، فكلما تقدمت إلى الأمام تتوقع ان تضع الفرق خطة لمواجهة ذالك لكنهم عادة لا يفعلون." جراهام تايلور.


جراهام تايلور أكبر المجددين في المجال التدريبي


نشأ أسلوب الضغط على الخصم من مصدر غريب، على يد مدرب شاب بدأ مسيرته في نادي لينكولن سيتي ثم حقق الابهار رفقة واتفورد، كان جراهام تايلور أكبر المجددين في المجال التدريبي في آواخر السبيعنيات ببلاد الإنجليز، كان سيد الكرات الطويلة، اجتمع رفقة ويستان كوليس و قائمة من المدربين تمتد لهربرت تشابمان على فكرة موحدة، و هي أنه من المستحيل ان ينجح فريق اذ اعتمد على توجيه الكرات الطويلة إلى الأمام بدون هدف.


ظهرت امكانيات الفكرة بعدما تعمق تايلور في قراءة سلسلة من المقالات عن فيكتور ماسلوف، حقق تايلور أرقاما مدهشة رفقة لينكولن في القسم الرابع بعد ان أصبح أصغر مدرب يكمل تأهيله، انفجرت قوى تايلور رفقة واتفورد بعد أن وقع معهم على عقد لخمس مواسم بداية من سنة 1977، يقول تايلور انه قبل توقيعه للعقد سأل رئيس مجلس الإدارة عن طموح الفريق الذي كان أقوى انجاز في تاريخه تحقيق الصعود لدوري الدرجة الثانية لموسمين، كان واتفورد حينها يمارس بالقسم الرابع و توقع تايلور ان المطلوب هو العودة للقسم الثاني، لكن الرئيس قال أنه يريد اللعب في المسابقات الاوروبية، يقول تايلور ان الامر كان أشبه بخيال، فريق في القسم الرابع يريد الوصول لأوروبا في خمس سنوات، لكن تايلور جعل المستحيل واقع و حقق ضعف المطلوب.


قلب واتفورد معطيات الكرة في انجلترا، فحقق الصعود للدوري الممتاز، ثم مركز الوصافةسنة 1983، و بعدها بعام واحد خسر نهائي كأس الاتحاد الانجليزي، كان الفريق يهاجم دائما، نتائج مبارياته كانت تنتهي بنتائج عريضة، قهر تايلور فرق انجلترا بأسلوبه الهجومي و ضغطه الرهيب على حامل الكرة، كانت خطته مجنونة لكنها حققت نجاحا، كان الشكل أقل أهمية من الأسلوب، فرغم ان الرسم الخططي المعتاد كان هو 4/4/2، كانت طريقته تشبه أحيانا خطة 4/2/4 البرازيلية مع تقدم المساكين و التمركز الأمامي للجناحين، و لعب الفريق أحيانا بخطة 3/4/3.


لم يستطع واتفورد مجابهة الفرق الاوروبية و بني بهزائم متتالية في مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي، كانت أكبرها الهزيمة الساحقة امام سبارتا براغ بنتيجة 7/3 في مجموع مبارتي الذهاب و الاياب، قال تايلور عقب نهاية اللقاء ان المباراة أشبه بمواجهة بين الرجال و الصبيان، فعندما تعطيهم الكرة لا يعيدونها إليك، و هنا تكمل سلبية اللعب المباشر الذي يعتمد على الضغط، فكل الامور تكون تحت السيطرة إلى غاية مواجهة فريق يجيد الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، هنا تظهر عيوب الطريقة بوضوح.



بقلم : محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

Translate

من نحن

فكرة موقع إلكتروني يشارك معكم أفكاره حول مجتمعاتنا العربية . ويحاول تذكير الشباب بالمعلومات القيمة والنادرة ومشاركتنا ببعض المعطيات وإحصائيات حول كل المجالات

التصنيفات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *