ليدز يونايتد فريق عجيب رغم أنه من الفرق الاقوى تكتيكيا ومنظوميا بقيادة الأرجنتيني بيلسا، لكنه يتعامل في الثلث الأول والأخير بشكل سيء جدا .
في الدفاع يفقد كرات كثيرة وفي أماكن خطيرة ولا يتعامل بشكل جيد في المراحل الأولى من الهجمة ويتأثر بسهولة بغياب بعض العناصر مثل كوخ وكوبر وفيلبس كما أنه فرديا وجماعيا لا يتعامل بشكل جيد مع الوضعيات الدفاعية، مما يعطي سهولة للخصوم في تسجيل الاهداف واختراق دفاعاته فهو ثاني أسوأ دفاع في البطولة باستقبالهم 42 هدف، كما أنه ثاني أكثر فريق ارتكب لاعبيه أخطاء فردية أدت إلى فرص على مرماه بواقع 21 فرصة .
ويتعامل أيضا بشكل سيء هجوميا رغم أنه من افضل ست فرق في الدوري في الوصول لمرمى الخصوم لكن فاعلية الفريق ضعيفة جدا وتعامل الافراد مع إنهاء الفرص بشكل سيء جدا فتجد أن الفريق أهدر ( 31) فرصة خطيرة وهو خامس أكثر فريق إهدارا للفرص في البطولة وباتريك بامفورد هو أكثر لاعب إهدارا للفرص ب (14) فرصة مهدرة ومع ذلك الفريق سجل (40) هدف لكن مع سوء دفاعهم العدد غير كافي تماما .
الفريق في المركز الحادي عشر وقد يكون بقاءه مقبول هذا الموسم لكن بعد ذلك سيحتاج لتعامل افضل وعلاج شامل للأخطاء كما سيحتاج لأكثر من تدعيم يناسب حالة التطرف التي يقدمها الفريق هجوميا ودفاعيا .
"لو لم يكن اللاعبون بشرا لفزت بكل مبارياتي"
جملة تلخص أحد جوانب مسيرة مارسيلو بييلسا التدريبية، ربما نتحدث يوما عن الأخرى التي وقفت حاجزا في وصوله لأحد الأندية الكبرى.
اللعب تحت قيادة بييلسا يتطلب قدرات بدنية و ذهنية رهيبة على مدار الموسم، قدرات أعلى من المعدل الطبيعي، لذلك غالبا ما ينهار معظم لاعبوه بعد مرور ثلاثة أرباع الموسم الكروي، هناك أمثلة عديدة، خلال فترته مع بلباو مثلا تراجع من المركز الخامس في لاليجا إلى العاشر، ثم خسر نهائيي الدوري الأوروبي و كأس الملك، رفقة مارسيليا انهى موسمه كرابع الدوري بعدما تصدر مرحلة الذهاب، ثم رفقة ليدز في موسمه الأول فشل في تحقيق 3 نقاط من أصل 12 ممكنة كانت كافية لوصوله المباشر إلى البريمرليج، حقق نقطة وحيدة ثم خرج على يد ديربي كاونتي من الملحق.
تسائل كثير من الأشخاص عن امكانية تخلي بييلسا عن أفكاره في البريمرليج، لكن مارسيلو واصل على نفس الأسلوب، العظيم في أسلوبه أن ممتع، يستحيل أن تصادف مبارة مملة له، حتى لو خسر بنتائج عريضة فهو يبدع، بالمجل أغلب تعثراته هذا الموسم كانت عبارة عن نتيجة فقط، كم هائل من الفرص المحققة فشل لاعبوه في تحويلها لأهداف، وأخطاء فردية أخرى ساهمت في سقوطه، طبعا ذلك لا يعني أن بييلسا إلاه و أن أسلوبه متكامل، لكن بشكل عام نتائج فريقه هذا الموسم لا تعبر عن حقيقة عمله من خلف الخط.
استمرار ليدز في البريمرليج سيكون إنجازا جيدا، بينما هبط تقريبا كل من شيفلد و ويست بروم، ستكون هناك حرب طاحنة على تجنب آخر مقاعد الهبوط، بييلسا سيكون مطالبا بحل مشكلة الانهيار البدني و الذهني في اللحظات الأخيرة من الموسم، الانتصار على فولهام هذا اليوم وبعدها على شيفلد قد يمنح الفريق امتيازا كبيرا قبل الدخول في معارك طاحنة على التوالي ضد كل من مانشستر سيتي و ليفربول ومانشستر يونايتد ثم توتنهام بعد برايتون.
بقلم : محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق