سان جيرمان وميونيخ يحولان أرضية الميدان الى حرب دامية
![]() |
| هانزي فليك |
هانزي فليك حوّل أرض الملعب إلى ساحة حرب
بايرن ميونخ صنعوا الكثير من الفرص، جعلوا منطقة باريس الميدان الذي اشتدت فيه المعركة، وشباك نافاس تحولت إلى منصة لاطلاق الرصاص.
كل هذه الخطوات كانت بحاجة إلى قرارات شجاعة. دفاعاتك ليست بقوة هجومك، وهناك تفاوت كبير في جودة العناصر في الجهتين.
باريس سان جيرمان نجحوا في الهروب من حصار بايرن ميونخ عدة مرات. السرعة في التحولات، سهولة مواجهات رجل أمام رجل، نهوض خط وسط باريس من تحت الركام، حركية نيمار وظهور كبير لفردياته، كلها عوامل خلقت أزمة حقيقية لأبناء ميونخ في الخلف.
لكن، أزمة باريس سان جيرمان كانت أكبر وأصعب. كل هذا التفوق العددي من قبل لاعبي البايرن في منطقتهم، خلق إرتباك واضح في دفاعات باريس، ولولا نافاس، كنا سوف نشهد نتيجة مغايرة تماما.
دخول الفونسو ديفيز كان أشبه باستعراض سلاح جديد في هذه المعركة. لا جديد في أدواره، لكنه كان ورقة رابحة بدون أدنى شك في الحالة الهجومية.
بالنسبة لمن يحاول التقليل من عمل فليك لانه خسر، ويحاول ربط ذلك بفكرة الدفاع المتقدم، فهو مخطئ تماما. هناك فكرة من تقدم هذا الدفاع في الأساس، لا شيء يأتي بدون مخاطرة.
ماذا لو قلنا له في أن بالأمس بايرن ميونخ سددوا الكرة31 مرة؟ أو لو جعلناه يتذكر أن خط الدفاع هذا كان نفسه الذي لعب فيه فليك، ووصل إلى 19 مباراة متتالية في البطولة بدون هزيمة، ومن ضمن هذه المباريات كانت مواجهة باريس سان جيرمان في النهائي؟
أخطاء المدافعين لا يجب أن تُحمل بشكل مباشر إلى المدرب. تماما كما يحصل مع كونتي في إنتر او فونسيكا في روما. قد يعمل هذا المدرب على مساعدة لاعبيه من أجل الحد من الأخطاء الفردية، الا أن هذا المبدأ أو هذه الخطوة، لا تتوافق مع جميع اللاعبين.
فليك يعرف تمامًا مشاكل فريقه الدفاعية، بات واضحًا عمله على تحسين الأفراد في الخط الخلفي في محاولة منه لإيجاد حلول حقيقية لهذه المشاكل. دون أن ننسى، تعاقد الفريق مع أوباميكانو، هو اضافة أخرى، ولكنه لن يحل كل مشاكل بايرن الدفاعية.
قناصو باريس سان جيرمان كانوا أكثر دقة في التصويب من قناصي بايرن ميونخ في أمسية دوري الأبطال يوم الأربعاء. لكن، لازال هناك جولة أخرى من هذه المعركة الاسبوع المقبل. لم ينتهي شيء بعد. ونحن أمام جولة إضافية من المتعة والإثارة. كونوا على الموعد !
مباراة عظيمة بكل تفاصيلها، ما عجز عنه بايرن نجح فيه باريس، فرص قليلة كانت كافية لتنقذ البوتش من جحيم فليك، النادي البفاري سيطر طولا و عرضا لكنه فشل في تحويل عديد من الفرص لأهداف، ليس لأنه كان سيء في ظل غياب أهم لاعبين في خط هجومه، بل لأن كيلور نافاس قرر أن يكون أسطوريا مجددا مثلما يفعل في معظم ليالي الأبطال الكبرى.
لطالما كنت معارضا لفكرة الهجوم الكاسح الذي يعتمده فليك، المنظومة الحديثة تحتاج نوعا من الموازنة، خصوصا ضد لاعبين مثل نيمار و مبابي، بالنسبة لي اللعبة الحديثة لا تتمثل في استقبال اهداف أقل من الخصم او حتى تسجيل أهداف أكثر منه، بل تتمثل في الموازنة بين الجانبين، على الأقل في مواجهات مثل هذا النوع، لكن ردة فعل فليك بعد تأخره بهدفين كانت عظيمة جدا.
بخصوص نيمار فهو يمتلك من الموهبة التي قد تجعله سيد من أسياد اللعبة على مر تاريخها، لكن قراراته دائما ما كانت سيئة، عظمته كانت لتتضاعف لَوْ حَوَّل كمية المشاكل التي يفتعلها إلى أداء على أرضية الملعب، نيمار قدم الكثير للعبة، لكنه لم يقدم الكثير لنفسه، نيمار لم يقدم لنا نصف ما يملك، عندما يقرر فعل ذلك ستتغير المعادلة بشكل كامل، ستصبح متكاملة.
ما تفاداه البافاري الموسم الفارط سقط فيه هذا الموسم و هو استقبال الأهداف عن طريق دفاعه هذا .. دفاع بايرن ليس ثقيل بل هو دفاع تقليدي يمكنك ضربه بأي طريقة ، و كنا قلنا بأن القوة الهجومية للبايرن تغطي على كل شيئ .
لكن حسب رأيي المتواضع ، هذه كانت فرصة باريس لقتل البايرن قبل ان ياتيه لحديقة الامراء ، و بالنسبة لي الفوز على فريق قوي هجوميا مثل البايرن بفارق هدف مع العلم انه كنت تستطيع فعل اكثر من ذلك ، فهذا سوء و سوء كبير لأني أعلم ما يحدث لباريس عندما يتقدم في الذهاب و عدم تحمله ضغوطات الفوز و لنا في ذلك امثلة عديدة .
البايرن حتى بدون ليفا و غنابري في الخط الامامي و فعل ما فعل ، و مع كل هذا قام بتغييرين في خط محوره .. فريق تعرض لمثل هذه الظروف يجب ان تقتله و تتأكد من ذلك ، لكن أن تطلق رصاصة و تذهب في حال سبيلك ، فربما سيلحقك لفرنسا و يقضي عليك .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق