كريم بنزيما المبدع الذي يزين تشكيلة ريال مدريد
كريم بنزيما المبدع
عندما توج ريفالدو بجائزة أفضل لاعب في العالم سنة 1999 أشعل حربا قوية على مدربه فان خال، صرح للإعلام قائلا "لسنوات كنت أقوم بكل شيء من أجل الفريق، لكنني لم أفعل أي شيء لأجلي، لقد لعبت في الجناح طويلا، اريد ان ألعب كرقم 10 و ليس كحامل للرقم 10 في قميصي، أريد ان استمتع أكثر"
ريفالدو لم يكن رأس حربة، لكنه يمثل وضعية لاعب كان يضحي بأرقامه و إنجازاته الفردية من أجل خدمة منظومة فريقه، الأمر نفسه كان ينطبق على بنزيما خلال مرحلة تواجد رونالدو، لكن الفرنسي لم يرفض ذلك يوما، بل كان يقوم به عن حب، كريم يجيد اللعب بالكرة و بدونها على مستوى عالي، الأمر الذي من الناذر توفره في المهاجمين، الأرقام لا يمكنها أن تنصفه، لأن دوره أكبر من مجرد هداف و صانع أهداف.
المهاجم الحديث ليست بالضرورة مجرد مسجل أهداف أو حتى صانعا لها، فهناك من يلعب و ظهره للمرمى مهمته تحرير المساحات، كثير منهم أيضا يعترضون الكرات، يبعثرون الخطوط، و يحافظون على الاستحواذ عند امتلاك الكرة اضافة لتمريرها لأكثر لاعبي الوسط ميلا للهجوم، ربما كان ذالك ضربا للقواعد و المألوف سابقا، لكنه أصبح أسلوبا فعالا في الكرة الحديثة.
خلال آخر 3 مواسم قضاها رونالدو رفقة ريال مدريد، تسجيل الأهداف لم يكن الدور الأساسي لكريم، الفرنسي كان يهرب للأطراف كثيرا من أجل إفراغ العمق لكريس، البرتغالي وصل حينها ل129 هدفا خلال 130 مباراة ضمن مسابقتي الدوري و الأبطال، بينما سجل كريم 54 هدفا فقط خلال 119 مباراة ضمن نفس المسابقتين، البنز لم يكتفي بسحب المدافعين حينها بل كان يصنع الأهداف أيضا، قدم خلال تلك الفترة 23 تمريرة حاسمة أغلبها لكريس.
موسم 2017/18 وصل بنزيما لمستوى سيء جدا على مستوى التسجيل، أحرز 10 أهداف فقط خلال 41 مباراة ضمن الدوري و الأبطال، لكنه كان يقوم بأدوار عظيمة جدا لخدمة منظومة فريقه.
رحل كريس فوعد بنزيما جمهور الملكي بقيادة الفريق، البنز كان وفيا، عاد أخيرا لمنطقة الجزاء مع دوره كهداف هذه المرة، ليبدع و يحمل الميرينجي على أكتافه رغم كل عشوائيات الفريق و انهيار تلك المنظومة العظيمة، خلال 119 مباراة خاضها البنز ضمن مسابقتي الدوري و الأبطال منذ رحيل كريس سجل 73 هدفا وصنع 24 هدفا، مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الكبير جدا بين المنظومة السابقة والحالية.
ريال مدريد ما زال يتنفس لأنه يتوفر على بنزيما، الأوضاع بدونه كانت لتتحول للأسوء.
بقلم : محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق