ماهو أسواء قرار في مسيرة كريستيانو رونالدو ؟

ماهو أسواء قرار في مسيرة كريستيانو رونالدو ؟

الدون رونالدو

 لماذا رحل كريستيانو رونالدو إلى اليوفي؟

تحدي جديد، رحلة مختلفة، وفرصة لتحطيم الأرقام في مكان أخر، هذا بالنسبة لكريستيانو؛ بالنسبة لليوفي، حلم دوري الأبطال طبعًا، والكثير من المكاسب الاقتصادية.

تبدو الإجابات منطقية، ولكن هذا نظريًا طبعًا، لأننا لو قررنا التعمق بالجانب العملي وتحويل هذه الاجابات إلى واقع، فالموضوع لا يبدو منطقيًا بنفس الدرجة.

ربما استفاد اليوفي من رونالدو اقتصاديًا، ولكنه أثناء إنشغاله بذلك، نسيَّ أنَّ النجاح الرياضي للصفقة مهم أيضًا، فلم يفكروا بكيفية تحقيق الاستفادة القصوى منه، ولا بالطريقة الَّتي ستتمحور فيها المنظومة حوله، وذلك لأنَّ كريستيانو حتى يخدمك كما يجب، فهو بحاجة أن تخدمه أنت أيضًا، وأن تسخر قدرات الفريق من أجله، وليس في ذلك خطأ طالما أنَّ المردود الَّذي سيقدمه لك هو بالمقابل يستحق كل هذا، وإسأل زيدان وفريقه لو كان عندك شك.

تخيَّل أنَّ اليوفي فرطوا بكانسيلو، وبقيَّ الفريق حتى هذا العام يفتقر للجودة في كافة المراكز وتحديدًا خط الوسط، الَّذي يعد مهمًا جدًا لمساعدة كريستيانو وإراحته، هذا دون أن نتكلم عن قرار التعاقد مع مدرب لم يدرب فريقًا واحدًا في حياته، وانتظار منه أن يحل المشاكل كلها.

نتيجةً لكل هذه الفوضى، ولكون فريق بحجم اليوفي مفككًا، تحول كريستيانو إلى لاعب مختلف، تراه يسقط كثيرًا للخلف أحيانًا، يقوم بأشياء لم يتخيل أنه سيقوم بها مرة اخرى، دون أن يجد أي مساعدة حقيقية من البقية.

تُلام إدارة اليوفي على صفقة دفعوا فيها ١٠٠ مليون دون أن يخططوا لها جيدًا، ويُلام كريستيانو على ذهابه لفريق دون أن يدرس مشروعه، وإذا ما كان مناسبًا له ولتحديه الجديد أم لا، وذلك لأنَّ لو هذه الخطوة فشلت، فالضريبة ستكون غالية جدًا، مثل أن تخرج للعام الثالث على التوالي، من البطولة الَّتي يقال عنك أنك سيدها.

عندما قرر رونالدو خوض تجربة جديدة كان بحاجة لتخطيط عميق، لأنه ارتكب أسوء قرار في مسيرته الاحترافية عندما رحل صوب تورينو، صحيح أنه العرض الرسمي الوحيد الذي تلقاه، لكن الموضوع كان يحتاج لدراسة أكبر من طرف كريس و وكيله.

خطط أنييلي في السنوات الأخيرة هي الأغرب على الإطلاق، كيف يمكن استقطاب لاعب بحجم رونالدو خلال منتصف عقده الثالث ضمن صفقة هي الأغلى في تاريخ النادي، دون وضع خطة كاملة و توفير ظروف مناسبة لاستغلال قدراته.

اليوفي يعيش حالة كبيرة من الفوضى، مشاكل مالية ضخمة، قرارات إدارية سيئة، مدرب لازال يدرس، وأسماء جد متواضعة، أمور كهذه يستحيل دمجها مع وجود كريس خصوصا و هو في سن الحالي.

هناك في ريال مدريد كان يحظى رونالدو بفرص عديدة، حيث الجودة الفنية العالية للفريق، الميرينجي كان أحد أكثر الفرق في الدوريات الخمس الكبرى صناعة للفرص و الأهداف، مهمة الدون خلال معظم الأوقات كانت تتجسد في الإنهاء فقط، كل الأمور كانت مهيئة لتحطيم الأرقام و تحقيق الألقاب.

منطقيا خلال سنه الحالي رونالدو يجب أن يكون مكلفا بالإنهاء فقط، لكن الأمور في إيطاليا أصبحت مختلفة، يوفينتوس لا يصنع فرصا كثيرة، العرضيات التي يصنعها الفريق جودتها سيئة، مثلا معظم أهداف رونالدو خلال الموسم الماضي في الكالتشيو كانت من علامة الجزاء، بنسبة 38.7%، نسبة هي الأكبر في مسيرته الاحترافية، البرتغالي أصبح مطالبا بمجهود مضاعف، حيث ينزل في أحيان كثيرة لنصف الملعب للمساهة في عملية التحضير و صناعة الفرص، أصبح مطالبا بالتسديد من خارج المنطقة باستمرار، أصبح مطالبا بعديد من الأمور التي قد تستهلك قوة استمراريته في الملاعب لمدة أطول.

أرقام كريس الفردية رفقة البيانكونيري عظيمة جدا مقارنة بالمتوقع منه، لكنها لن تمنحه كثيرا من الامتياز بسبب شكل فريقه السيء، لذلك تبقى صفقة انتقال رونالدو إلى يوفينتوس خاطئة و فاشلة، هي أسوء قرار في مسيرة الدون، و واحدة من أسوء قرارات إدارة أنييلي.

بقلم : محمد ادريسي