تحليلات كروية

موقع رياضي مختص بتحليل أقوى المباريات في الدوريات الأوروبية

Wikipedia

نتائج البحث

آخر المواضيع

الخميس، 31 ديسمبر 2020

مركز صانع الالعاب في كرة القدم الحديثة اصبح مهددا بالإنقراض

مركز صانع الالعاب في كرة القدم الحديثة اصبح مهددا بالإنقراض




 


انتهى عصر الاجنحة الكلاسيكية في الستينيات على يد فيكتور ماسلوف و آلف رامزي و أوزفالدو زولبالديا، و كانت رؤوس الحربة تسلك الطريق ذاتها في منتصف التسعينيات، شاعت طريقة توظيف خمسة لاعبين في خط الوسط، و أصبح الاهتمام باللياقة البدنية أهم من المهارة، سقطت اللعبة الجميلة امام اللعبة الواقعية.


تسعينيات القرن الماضي كان عقد الحسم في مستقبل اللعبة، بدأته ألمانيا بلقب عالمي، و تربعت فيه الدنمارك على عرش اوروبا بعد سنتين، كان تتويج كل منتخب أسوء من الآخر، حتى الكرة البرازيلية استعارت أسلوبا مغايرا لتتوج بلقب كأس العالم سنة 1994، لقب ركلات الحظ بعد تعادل سلبي، و بفريق أبرز لاعبيه يشغلون مركز وسط الميدان الدفاعي.


تلاشت أحلام عودة المتعة الضائعة عن اللعبة لعقدين، قبل ان تشق طريقها مع مطلع الألفية الثالثة، كانت بطولة يورو 2000 نقطة التحول، عادت معها الكرة الهجومية، و عاد مركز صانع الألعاب لتوهجه، كما عاد رونق و جمال اللعبة بعد أن خنقت لسنوات.


اصبح دور صانع الالعاب ضروريا على نحو متزايد، في وقت كانت فيه الكرة الايطالية تتجه لطريق مسدود لولا تدخل كارلو انشيلوتي الذي منح لصانع الألعاب أندريا بيرلو عمقا في خط الوسط، كان الايطاليون يقسمون صانع الألعاب إلى صنفين، لاعب ثلاثة أرباع "تريكوارتيستا" الذي يلعب في الفجوة وراء الهجوم مثل توتي، و صانع الألعاب المتمركز أكثر في العمق مثل بيرلو.


هناك في بلاد التانجو يتم تقديس صانع الألعاب الذي يرتدي الرقم 10، يطلق عليه لقب الإنجاشي و معناه "الخٌطّاف"، يعمل دائما بين خطي الوسط و الهجوم.


بعد عقدين من نجاح بيلاردو رفقة خطة 3/5/2، ظلت طريقة 4/3/1/2 الأكثر شيوعا في كرة القدم الأرجنتينية المحلية، كان دييجو مارادونا منبع مركز صانع الألعاب رفقة بيلاردو، ليأتي بعده كثير من المارادونات، اورتيجا، ايمار، سافيولا، داليساندرو، ريكيلمي، تيفيز و ميسي.


يمكن اعتبار ميسي و تيفيز أكثر حداثة، و ان كان كل منهما ليس بصانع ألعاب بمصطلحه التقليدي، ريكيلمي هو أفضل من جسد الطراز القديم لمركز الخٌطّاف، كان ذو تصرف حزين، صاحب حركة رشيقة و مهارية، لكنه أخطأ بعدم تعلمه للعب المباشر مثل ميسي الذي فاق إبداعه الخيال، قال خورخي فالدانو، "أدمغة ريكيلمي تحفظ كرة القدم دائما.. فهو اللاعب المناسب للحياة البطيئة حيث نأخذ الكراسي إلى الشوارع و نلعب مع الجيران".


مشكلة صانع الألعاب المكلف هي أنه يصبح مركزيا أكثر من اللازم، فإذا امتلك الفريق مخرجا واحدا يسهل تقييده، خاصة و أن الانظمة الحديثة تفرض على مساكي الوسط الاثنين عدم خسارة فرصة ممارسة التهديد الهجومي، خصوصا في طريقة 4/3/1/2، و خطة الدايموند الشبيهة لها، و خطة 3/4/1/2، حيث تصبح هذه الخطط عرضة للاختراق كونها تفتقر للعمق.


نتدكر جميعا كيف أبدع زين الدين زيدان في مركز صانع ألعاب صريح خلف ديل بيرو وانزاغي، الدي ابتكرها كارلو انشلوتي مجدداً وتغيير الخطة لكي تتلاءم مع زيدان بعد أن غير مركزه من لعب محور إلى صانع ألعاب مبدع، 


ولاننسى المبدعين تشافي هيرناندز وإنيستا اللذين قدموا مهاماً مختلفة، حيث ابداعان في تركيبة لعب خط الوسط، فقط إقترب للكمال بامتلاكهم خصائص صانع الألعاب ولعب المحور والإرتكاز على حد سواء، خصوصا تشافي هرنانديز، فقد كان لاعبا شاملاً ويصعب أن تحدد مركزه، 


وبالنسبة للكثير من المحللين ينظرون إلى مسعود اوزيل كأخر لعب اتقن دور لاعب صانع الألعاب في الكرة الحديثة، خصوصا ارقامه المرعبة في الثلاث سنوات الذي قدمها مع ريال مدريد بتقديمه 72 أسيست وهذا رقم صعب في تاريخ كرة القدم، 


إلا أنه أصبح صعب الإعتماد على صانع الألعاب في عالم كرة القدم، لأن المدربين اصبحوا مهووسين بالاعبين الدين يقدم الزيادة العددية في وسط الميدان، كأمثال لوكا مودريتش وكيفن دي بروين، ويعتبر هذا الأمر أكثر سبب يهدد جمالية الساحرة المستديرة، وهذه الطريقة جعلتنا نفتقد لاعبين أمثال خوان رومان ريكيلمي، وزين دين زيدان، وريفالدو، وكاكا، ومايكل لاودروب .


ليست هناك تعليقات:

Translate

من نحن

فكرة موقع إلكتروني يشارك معكم أفكاره حول مجتمعاتنا العربية . ويحاول تذكير الشباب بالمعلومات القيمة والنادرة ومشاركتنا ببعض المعطيات وإحصائيات حول كل المجالات

التصنيفات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *