تحليل شامل لمباراة القمة بين الريدز والبلوز

 

تحليل شامل لمباراة القمة بين الريدز والبلوز

تشيلسي

لعنة أنفيلد لازالت مستمرة، بعد سلسلة لا هزيمة لمدة طويلة، بدأت سلسلة الهزيمة لمدة ليست قصيرة، حيث سقط الريدز في أنفيلد 5 مرات على التوالي ضمن الدوري، أمر يحدث معه للمرة الأولى منذ تأسيسه.

صراع ليفربول و تشيلسي تجسد في الوصول للمساحة الفارغة خلف خط الظهر، حيث دافع الفريقين بشكل متقدم، لكن منظومة ليفربول الدفاعية كانت كارثية مرة أخرى، هجوم الريدز كذلك لازال عقيما مع إصرار يورغن على نفس الأفكار رغم فشلها في الفترة الأخيرة.

توخيل قرر ضرب دفاع الريدز بطريقتين، الأولى من خلال استغلال تواجد زياش و ماونت إضافة لنزول فيرنر في المساحة الفارغة بين خط دفاع الريدز و وسط ميدانه، و الثانية من خلال الاعتماد على إرسال الكرات الطويلة في ظهر دفاعهم، خصوصا ضمن الجهة اليمنى حيث يتواجد أرنولد.

الانتقال بين الضغط المتوسط و المنخفض، ثم توسيع الملعب عن طريق الجناحين الخلفيين، و استغلال قدرات جورجينيو على الخروج بالكرة من تحت ضغط ليفربول غير المنظم منح تشيلسي امتيازا كبيرا.

ماونت عظيم جدا، يمتلك موهبة مذهلة، يصنع الفارق خلال كل مباراة، يلعب في أكثر من مركز و يجيد عديد من الأدوار، تواجده في المساحات يسبب الرعب لأي فريق حول العالم.

هزيمة آخرى وتخبط كلوب

أيام صعبة يعيشها يورجن كلوب، هزائم متتالية و تراجع إلى المركز السابع بفارق 22 نقطة عن المتصدر. أما الألماني الآخر توخيل فقد حقق نتائج أكثر من المتوقع، لم يخسر أي مباراة منذ قدومه إلى لندن، تلقى هدفين فقط في أول 10 مباريات، فاز على الأتلتي في دوري الأبطال خارج الديار، ثم قفز 5 مراكز في سلم ترتيب البريمرليج ليصبح ضمن قائمة الطوب 4.

بالنظر للقاء اليوم فتوخيل أدار المباراة كما أراد لعب بتنافسية في خط الوسط بالشوط الأول تفوق لاعبيه بالكرة الثانية والصراعات الثنائية وضغط ليفربول وأُلغى له هدف وسجل الثاني.

كلوب مُصر على خط الدفاع العالي واللعب على التحولات ومازال يعاني عندما يقف الخصم في منطقته ويُغلق خطوطه، لعب تشيلسي بثلاثي دفاع متأخر قليلا لا يترك المساحات منح تشيلسي صلابة دفاعيا وحرم الليفر من المساحات.

اليوم أخرج كلوب صلاح وهو أفضل لاعب في الهجوم وأكثر لاعب يتحرك ولديه الرغبة وركز على "الرغبة" لأنها غابت عن أغلب لاعبي الليفر.

أشرك جوتا وتشامبرلين ولكن العجيب بعد إخراج صلاح هو إشراك ميلنر ماذا من المفترض أن يفعل ميلنر والفريق يحتاج لهدف، ترك شاكيري واوريجي على الدكة ولعب بثلاث لاعبي وسط لآخر دقيقة ولم يغامر هجوميا ويخلق الكثافة الهجومية اللازمة أمام فريق يتمركز بخط دفاع خماسي. 

كلوب اليوم كان سيء وإصراراه على نفس طريقة اللعب وعدم التجديد جعلته كتاب مفتوح للخصوم وخصم عادي يُسهل التغلب عليه والأمر أكبر من غياب فان دايك لأنه ليس من المعقول أن يغيب لاعب فتكون بالمركز السابع.

السيتي عندما خسر لابورت في موسم تتويج الليفر نعم خسر اللقب لكنه كان وصيفا ولعب في دوري الابطال بينما ليفربول هل سيستطيع الحفاظ على كل نجومه إن لم يتأهل؟

واقعية تشيلسي كانت لها اليد العليا في المباراة

الواقعية و اللعب على المخادعة و الضرب من خلال المرتدات ، هي من تغلبت على قوة هجوم الريدز و جعلته يدور في دوامة واحدة ، و ما قدمه دفاع تشيلسي في هذه المباراة يستحق التنويه جدا و ليس هذه المباراة فقط بل لعدة مباريات  .

شاهد تحركات فيرنر مع توخيل أفضل مما كانت عليه مع لامبارد ، هذا الأمر يساعد ماونت كثيرا على التحرك افقيا بعد منطقة الجزاء ، لذلك يجد نفسه دائما في وضعيات جيدة للتسديد و المراوغة .

مشكلة تشيلسي أنه يضيع فرصا كثيرة و يسجل واحدة ، لذلك فقد يكون في مشكلة عندما يلعب مباريات تبنى على فرصة و فرصتين و حينها قد يدفع ثمن تضييعه ذاك ، و لهذا فيجب تحسين أمور الحسم بالنسبة لخط الهجوم .

ماونت نجم المباراة

ماونت يعرف جيدا السهل الممتنع، يملك إدراك عالي بالتمركز والحركة، مع لمسة رائعة للكرة، وعدم تكلف في التمرير أو التسديد، لذلك عندما تترك له الفراغ فإنه حتما سيصنع أو يسجل، وحتى عندما تضيق عليه المساحات فإنه سيهرب في لقطة ويصنع الفارق، من أفضل مواهب تشيلسي المبشرة فعليا.

تكتيكياً، مع مرونته وذكائه، يستطيع بسهولة اللعب بين العنق والأطراف، لذلك في رسم 3-4-2-1، هو القطعة الأهم، سواء عندما يتحرك على الطرف كجناح ويقطع إلى الداخل للتسديد "لقطة الهدف"، أو حتى عندما يضم للمنتصف ويصبح لاعب وسط إضافي، ويفتح الطريق أمام تقدم تشيلويل على الخط.

في مباراة ليفربول وتشيلسي، تفوق توماس توخيل على كلوب في خطته، بعيدا عن الفائز والخاسر، لأن الوافد الجديد على البريمرليج لعب بأسلوب عمودي ومباشر لأقصى درجة، وعرف يستغل نقاط ضعف الليفر، خاصة في ظل لعب كلوب بدفاع متقدم خلال أكثر من لقطة.

3 مدافعين، وأمامهم جورجينيو وكانتي، ثنائي قام بمهام شاقة في المنتصف، وسهل كثيرا على ماونت، فيرنر، زياش بالثلث الهجومي الأخير، لذلك كانت تحولات تشيلسي هي الأخطر، وتعليمات مدربهم توخيل واضحة وصريحة، بالتمرير إلى أصحاب المهارات وضرب دفاع ليفربول بالسرعات، ونجحت المهمة.

بقلم : محمد ادريسي