تحليلات كروية

موقع رياضي مختص بتحليل أقوى المباريات في الدوريات الأوروبية

Wikipedia

نتائج البحث

آخر المواضيع

السبت، 20 مارس 2021

تفاصيل عن أسباب العداوة التاريخية بين بيكيه وجماهير البرنابيو

  أسباب العداوة التاريخية بين بيكيه وجماهير البرنابيو


 

 أسباب العداوة التاريخية بين بيكيه وجماهير البرنابيو



ازدادت حدة الصراع بين برشلونة وريال مدريد كثيرًا في العقدين الأخيرين، ودائمًا ما كان جيرارد بيكيه هو أحد أكثر المنبوذين من قبل جماهير النادي الملكي على مر السنوات، باعتبار أنه خير ممثل للنادي الكتالوني ومن أكثر الكارهين والناقمين على الميرينجي.


لمثل هذه الكراهية خُلقت فكرة المنتخبات الوطنية، في سبيل التقليل من حدتها قدر المستطاع، وبالفعل كان بيكيه دائمًا ما يرمي خلافاته جانبًا مع لاعبي ريال مدريد بمجرد ارتداء قميص منتخب إسبانيا، وليس أدل على ذلك من علاقته القوية وشراكته الاستثنائية مع القائد المدريدي سيرخيو راموس على مدار السنين.


منتخب إسبانيا لا يمتلك ملعبًا خاصًا على شاكلة إنجلترا وويمبلي أو إيطاليا والأولمبيكو، لذلك فتلعب مباريات اللا روخا بمختلف ملاعب إسبانيا، مع وجود أفضلية دائمة لأصحاب التذاكر الموسمية للأندية من أجل الدخول إلى المدرجات، بالتبعية، إذا لعب منتخب إسبانيا في سانتياجو برنابيو، فستكون أغلبية الجماهير من مشجعي ريال مدريد، والعكس في كامب نو مثلا صحيح لكن، كيف سيستقبل الجمهور المدريدي جيرارد بيكيه؟ جنبًا إلى جنب مع تصريحاته العدائية وكرهه الواضح لريال مدريد، دائمًا ما ظهر المدافع الإسباني كمدافع عن استقلال إقليم كتالونيا، ما كان يجعل البعض يطالب بألا يرتدي قميص منتخب إسبانيا أبدًا.


الواقع أن زيارات بيكيه إلى سانتياجو برنابيو كانت معبرة عن أن الاختلاف الفكري في كرة القدم لا يعني بالضرورة كراهية مطلقة، بل إن التوحد خلف المنتخب أولًا، ثم التعاطف مع "ظلم" يتعرض له شخص، يطغى في النهاية على المشجعين باختلاف ميولهم.


المباراة الدولية الأولى التي خاضها جيرارد بيكيه بقميص منتخب إسبانيا في سانتياجو برنابيو كانت أمام منتخب تركيا في تصفيات كأس العالم 2010، وهذه التصفيات عمومًا لم تكن سهلة أبدًا بالنسبة لكتيبة المدرب الجديد فيستني ديل بوسكي.


احتوت مجموعة إسبانيا على البوسنة والهرسك وبلجيكا مع تركيا، وكان لزامًا على أبطال أوروبا مواجهة الأتراك مرتين متتاليتين، الأولى في سانتياجو برنابيو والثانية في مدينة إسطنبول.


الفوز في سانتياجو برنابيو كان السبيل الوحيد أمام إسبانيا للعبور للمونديال، وحينها كان منتخب تركيا في أوّج عطائاته على الإطلاق بقيادة فاتح تريم، فقد كان وصل لنصف نهائي كأس الأمم الأوروبية 2008.


في مباراة البرنابيو، تشارك بيكيه من راؤول ألبيول في مركز قلب الدفاع وتواجد سيرخيو راموس كظهير أيمن، وتقريبًا لم يظهر منتخب تركيا إلا نادرًا على الصعيد الهجومي، وأخذت كتيبة فاتح تريم في الاستبسال دفاعيًا للعودة إلى بلادهم بنقطة.


في ذلك التوقيت لم يكن بيكيه عدوًا لدودًا لجماهير ريال مدريد، كان لتوه قد عاد إلى برشلونة وشكل شراكة جيدة مع كارليس بويول، ولكنه ظلّ مكروهًا باعتباره أحد أهم لاعبي كتيبة المدرب بيب جوارديولا.


لكن تلك الكراهية ذهبت فورًا، في آخر نصف ساعة من عمر المباراة، رفع تشافي هيرنانديز ركنية، الغريب أنها كانت أمام راموس بسهولة ليحولها للشباك، فلم يستطع التعامل معها، لتصل إلى بيكيه ويسكن الكرة مرمى الأتراك.


مع الهدف، تسبب بيكيه في سعادة غامرة بسانتياجو برنابيو وبدأ البعض في ترديد اسمه والهتاف معه احتفالًا بالهدف، الذي كان نواة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا الذي حققه الإسبان فيما بعد.


35 يومًا فقط بعد هدفه الذي احتفل به جماهير ريال مدريد في برنابيو لصالح منتخب إسبانيا، أحرز بيكيه مرة أخرى هدفًا آخر بالملعب نفسه، ولكن هذه المرة في شباك النادي الملكي مع برشلونة، في هدف كان قاسيًا للغاية.


إنه الهدف السادس لبرشلونة في ريال مدريد بالمباراة الشهيرة 6-2، وقد أزعج احتفال بيكيه الجماهير كثيرًا، بعدما قام بتمديد قميص برشلونة في إشارة إلى تعظيم النادي الكتالوني وأفضليته على الميرينجي.


ومع تعيين جوزيه مورينيو مدربًا لريال مدريد بعد ذلك، ازدادت حدة الكراهية لبيكيه، الذي لم يتوان عن إطلاق الهجوم على الريال في كل مناسبة، ولا يزال احتفاله بفوز برشلونة بخماسية في كامب نو خالدًا بإشارته الشهيرة آنذاك.


هكذا، بات الهدف الذي أحرزه بيكيه مع منتخب إسبانيا في تصفيات 2010 طي النسيان، لا أحد يتذكره، فقط تُذكر أن هذا الشخص يمثل برشلونة ويمثل كراهية مطلقة للريال، هذه الحدة في الكراهية بين بيكيه وجماهير ريال مدريد والتي نمت على مر السنوات بالمواقف المذكورة سابقًا وغيرها من الأفعال والأقوال، في لحظة واحدة اختفت، وكان ذلك في ملعب سانتياجو برنابيو عام 2017.


منتخب إسبانيا كان يلتقي مع نظيره الإيطالي في تصفيات مونديال 2018، وفي تلك الفترة كان بيكيه مكروهًا للغاية من جماهير منتخب إسبانيا عمومًا بسبب الاعتقاد السائد أنه يدعم حركة الاستقلال الكتالونية.


مع كل لمسة من بيكيه للكرة كان يتلقى صيحات استهجان ضخمة، ليس فقط في برنابيو بل قبل ذلك في مباريات عديدة، ثم أتت اللحظة التي تغير فيها كل شيء، لحظة أعادت إلى الأذهان مباراة تركيا في 2008.


بدأت مجموعة من الجماهير الذي لا يمكن وصفهم إلا بالشجعان في الهتاف بصف بيكيه والتصفيق له، برنابيو الذي كان دومًا يكره الكتالوني، الآن هو من يسانده ضد الهجوم الضاري الذي يتعرض له من الإعلام والجماهير.


بعدما كان الملعب يكتظ بصافرات الاستهجان مع كل لمسة لبيكيه، الآن تحول إلى مكان يشجعه، شعرت الجماهير حقًا بأن هذا المدافع مظلوم، وأنه نفسه من بذل الغالي والنفيس لجلب يورو 2012 ومونديال 2010 إلى بلادهم.


امتلأ سانتياجو برنابيو بالتصفيق لبيكيه مع كل لمسة وإرسال الدعم له بشتى السبل رغم أن البداية كانت عكس ذلك، وصارت ليلة شهيرة من ليالي شهر سبتمبر 2017، إنها ليلة التصفيق لبيكيه من القلب من قبل الغريم ريال مدريد.

فيما بعد، اعتزل بيكيه اللعب لمنتخب إسبانيا بعد نهاية كأس العالم 2018، وأُسدل الستار على مسيرة ضخمة مع اللا روخا، إلا أن ليلة مباراة إيطاليا في برنابيو ستظل خالدة في الأذهان إلى الأبد. 




بقلم : حسين العبيدي

ليست هناك تعليقات:

Translate

من نحن

فكرة موقع إلكتروني يشارك معكم أفكاره حول مجتمعاتنا العربية . ويحاول تذكير الشباب بالمعلومات القيمة والنادرة ومشاركتنا ببعض المعطيات وإحصائيات حول كل المجالات

التصنيفات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *