تحليل شامل لمباراة القمة في الدوري الإنجليزي بين اليونايتد والسيتي
سلسلة انتصارات مانشستر سيتي تتوقف على يد غريمه في الديربي، يونايتد هو من أكمل سلسلته الطويلة الممتدة منذ سنة 2014، حيث لم يخسر أي مباراة في الدوري بعد خروجه متقدما في الشوط الأول.
الشياطين تقدموا باكرا، هدف وضع السيتيزن في اختبار حقيقي، جوارديولا كان يعاني كلما تأخر في النتيجة، طيلة سلسلة انتصاراته المتتالية لم يتخلف في النتيجة، تأخر أمام يونايتد ليخسر اللقاء.
لقاء كانت تفاصيله سريعة، يونايتد اختصر شوطه الأول كاملا في 10 دقائق، سجل هدفا و ضغط بشكل عالٍ ثم تراجع للخلف، دخول فريد و ماكتومناي بين قلبي الدفاع منح الفريق صلابة مضاعفة. السيتيزن استحوذ على الكرة بشكل سلبي، الفريق كان سيء في الثلث الأخير من الملعب، عديد من القرارات الساذجة و التمريرات الخاطئة.
خلال شوط المباراة الثاني استمر يونايتد في إغلاق دفاعه، مع قيامه بعديد من التحولات الهجومية، أكمل لوك شاو واحدة منها في الشباك بعدما بدأها بنفسه، ليؤكد على موسمه العظيم جدا. مانشستر سيتي حسن من جودة تمريراته ضمن الثلث الأخير في الشوط الثاني، لكنه واصل رعونته الهجومية المعهودة.
سولسكاير يتعملق ضد بيب غواديولا
اكتساح تكتيكي لسولشاير في شتى أرجاء الملعب تقريبا ، بيب لم يحضر للقاء كما كان ينتظر منه ، تمريرات مكشوفة ، لازالت عيوب السيتي الدفاعية في مسألة الإرتداد كما هي ، المشكلة لا أعتقد بأنها في الأفراد بقدر ما هي في النظام .
عدم إشراك بيرناردو في مباراة بهذا الحجم محير بعض الشيء ، أبرز لاعب في المنظومة تجلسه في الديربي كما فعل معه في الأدوار الإقصائية للأبطال الموسم المنصرم ، تدوير في غير محله ، هناك لاعبين غير قابلين للمداورة على الإطلاق .
سولشاير اقتبس فكرة جوزيه مورينهو مع سيسوكو في مباراة الذهاب أمام السيتي بإشراكه سيسوكو كمدافع خامس في الحالة الدفاعية ، لكن هذه المرة مع البرازيلي فريد ، أيضا أعطى تعليمات واضحة لبرونو بإيقاف و اعتراض كانسيلو و جعله خارج اللقاء بشكل مبكر و هو ما جعل بيب يستبدله ، مباراة كبيرة من سولشاير بتحجيمه للسيتي .
عمل عظيم و هذا بالمناسبة فوزه الثالث تواليا على غوارديولا في ملعب الإتحاد ، الكل كان ينتظر ردة فعل السيتي عندما يتأخرون بالنتيجة بحكم انهم لم يتأخروا في النتيجة لما يزيد على ال20 مباراة ، لم تكن هناك ردة فعل بتلك القوة او كما كان ينتظرها المتابع.
ثقل التاريخ يلعب دورا في فوز اليونايتد
ثقل الإسم يلعب دورا في مثل هكذا مناسبات ، و لثاني مرة ينهزم السيتي ضد اليونايتد و هو يلعب من أجل اللقب و على ميدانه .. الأولى ضد يونايتد مورينيو بثلاثية و هذه المرة ضد سولشاير بثنائية .
يتظاهرون أنهم لا يعيرون خصمهم أية قيمة ، لكنهم في الحقيقة يدركون الفوارق التاريخية التي قد تجعل من هذا الخصم قويا بكبريائه رغم سوئه من جوانب عديدة .
شوط أول منظم من اليونايتد خاصة في طريقة دفاعه، و الفكرة واضحة من سولشاير و هي سد العمق و دفع السيتي للاستحواذ السلبي و الذهاب للأطراف .. مكتوميناي في دفاع المنطقة يعزل دي بروين دائما و يعطيه مراقبة لصيقة و يتخلى عنه عندما يتحرك للطرف و المقصد هنا هو التأكيد على غلق العمق و ارغام السيتي على استغلال الأجنحة كحل حتمي .
السيتي في الشوط الثاني كان فعالا أكثر لكنه افتقد للمسة الأخيرة ، و ضيع اهدافا عديدة كانت ستجعله يقلص النتيجة على الأقل .
اليونايتد يملك سرعة في المرتدات بامكانها ان تحسم له دوري و اثنين و ثلاث، فقط اذا أجادوا التعامل معها ، لأني مازلت متعجبا لماذا يتحسر مارسيال على ضياع انفراداته ، مع أن هذا الأمر عادة بالنسبة له ، و الصواب هو أن يتحسر اذا سجل هدف لأن ذلك الامرر هو الجديد و المحير .
الشياطين عندما تغيب مستوياتهم ، تظهر قيمتهم و عراقتهم و هذا الأمر دائما صعبا و غير مدروس بالنسبة لمدرب الخصم .. فربما يمكنك أن تكتشف نقطة ضعف فنية لكن ما أنت فاعل اذا تذكر هؤلاء بأنهم يلعبون لليونايتد .
لدى مانشستر سيتي قوة عظيمة هذا الموسم، قد تمنحه عديدا من الامتيازات، لكن الفريق لديه سلبية وحيدة قد تدمر كل تلك القوة العظيمة في لمح البصر، وجود خيسوس و ستيرلينج سيحول كل فوز ممكن إلى مستحيل.
بقلم : محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق