من ملامح موسم صفري لثنائية ممكنة للبارسا

 من ملامح موسم صفري لثنائية ممكنة للبارسا

تير شتيغن 

قبل كل شيئ أريد أن أرى الذين كانوا يسخرون مني عندما قلت بأن برشلونة بامكانه قلب الطاولة ، أو عليهم بالظهور و تبرير سخريتهم تلك ، او مقابلة ذلك بالاعتذار ، أما البقية فلتراجع ما قلته بعد مباراة الذهاب و أظن أن من يتابعني جيدا قد قرأ ما قلته .

أنا قلت بأن البرصا يمكنه قلب الطاولة ، لأن برشلونة في لقاء العودة سيلعب من دون ضغوط ، بل الضغوط ستكون على اشبيلية الفائز سلفا ، و في هذه المباريات تلعب العوامل الذهنية دورها بارزا ، 

و ارتكزت أيضا على مستوى اشبيلية المتذبذب و الذي لم يعد قويا و ثابتا مثل وقت سبق ، لذلك فمن شاهد الفسحة التي أحدثها البرصا في منطقة جزاء الأندلسين في الشوط الأول ، يدرك أنه راهن على فريق متهور بعض الشيئ .

من لا يدري بأمر الضغوط ، فإنها تظلم الفائز أكثر من المنهزم ، و قد تكون من بين أسباب تضييع أوكامبوس لضربة الجزاء و التي قضت على أحلام أبناء الأندلس ، بل وضعتهم تحت ضغط أكبر .

برشلونة عندما يكون منهزما يكون صعب ، و برشلونة عندما يلعب من دون ضغط يكون خطير ، و برشلونة عندما يكون مقصى في نظر الإعلام يعطيك لمحات رائعة في كرة القدم ، هذا القول ليس كلام و فقط ، بل هو واقع مجرب يعرفه من يشاهد هذا الفريق منذ مدة .

المهمة الأولى تمت بنجاح، كامباك آخر ضد إشبيلية بذكريات سداسية 2019، عندما تخلف برشلونة ذهابا ب2-0 و عاد إيابا ليكتسح أبناء الأندلس ب6-1، عندما تصدى سيليسن لركلة جزاء و أعاد الفريق للواجهة. صحيح أن الفريق عجز في تحقيق نتيجة كاسحة هذه المرة، لكنه فعل ذلك ميدانيا على مستوى الأداء، كذلك كرر شتيجن تألق جاسبر و تصدى لركلة جزاء كانت لتقتل المباراة.

إشبيلية قاوم كثيرا، ضغط بشكل منخفض، دافع حتى الرمق الأخير، لكن مخاطرة كومان تفوقت على لوبيتيجي الذي فضل التحفظ، ليواصل برشلونة حكاية "السطر الأخير" في كأس الملك.

برشلونة قدم مباراة دفاعية عظيمة جدا بالرسم الخططي 5-3-2، اغلق كل منافذ التمرير أمام إشبيلية، أجبرهم على لعب الكرات الطويلة، و كان جيدا في الضغط العكسي، لكن عندما أجبر كومان على المخاطرة و التحول إلى اللعب بلقبي دفاع، عادت مشاكل برشلونة الدفاعية إلى الواجهة.

بوجود ميسي و ديمبيلي في المقدمة مع التحاق كل من دي يونج و بيدري لتشكيل رباعي هجومي لا مركزي، يستطيع الفريق خلخلة أي تكثل دفاعي و كسر أي ترابط لخطوط الخصم، لكن المشكلة نفسها تتكرر، اخفاق كبير جدا في إنهاء الهجمات، برشلونة كان قادرا على إنهاء المباراة في شوطها الأول.

خطة 3-5-2 التي تتحول دفاعيا ل5-3-2 هي الأفضل لبرشلونة، الخطة حققت نجاحا كلما اعتمد عليها كومان، صحيح أنها تحتاج ديستروير لتكون متكاملة، لكنها أفضل من أي خطة أخرى خلال المرحلة الحالية، حيث تضمن كثافة دفاعية، تمنع تعري دفاع الفريق لأقصى درجة، و تقوم كذلك بتوفير الحماية لبوسكيتش السيء في معظم الأشكال الأخرى.

قالوا لهم الأطباء بأن السهر مضر بالصحة ، لم يصدقوهم حتى صنع لهم برشلونة ذلك على الواقع، تبا لزمن أصبح فيه رأي ميسي أصدق من مسيرة طبيب بأكملها .

برشلونة الى نهائي كأس الملك قبل منتصف الليل، لا يوجد نار بدون دخان ، برشلونة صنع الريمونتادا بيده بالأمس و اليوم ، و من يتخاذل بعد فوز يعتبره كافيا ، كمن تجرأ و دخل الغابة ، فغلبه النعاس عند جحر الضباع ! .

برشلونة قدم مباراة عظيمة جدا، قرارات كومان كانت أعظم، سيناريو جميل آخر لجريزو، و دفعة معنوية لبيكيه و الفريق بشكل عام قبل أسبوع من معركة البارك دي برانس ضد باريس الذي كان شاهدا على تحول كلمة "كامباك" إلى "ريمونتادا".

هزيمة باريس واشبيلية كانت توحي بموسم صفري للبارسا والآن برشلونة في نهائي الكأس وينتظر ديربي مدريد والأعين للاقتراب من الصدارة. 

‏‎