منذ فترة وجيزة، اعلن الإتحاد الدولي لتاريخ و احصاءات كرة القدم IFFHS فوز الدوري الإيطالي بلقب افضل دوري في العالم. السيري أ تفوق على دوريات أخرى يفضلها بعض الناس عليه كالإسباني و الإنجليزي و حتى الألماني.
و بعيدا عن الجدلية التي يثيرها هذا الموضوع، يجب ان نضع بالحسبان ان هذا التصنيف لم يأتِ من فراغ، و تصنيف الدوري الإيطالي الأول عالميا من قبل موقع موثوق كهذا يحمل في طياته العديد من المؤشرات الإيجابية للكرة الإيطالية و عودتها لمكانتها الطبيعية كجنة لكرة القدم.
فكيف عادت الكرة الإيطالية للواجهة؟ و ماذا تحتاج للإستمرار على هذا النحو؟
ان تحول كرة القدم الى صناعة يعني انها اصبحت تتداخل في التجارة. لست خبيرا اقتصاديا و لست مخول لكتابة شروحات اقتصادية، الا اني مطلع كفاية لأعرف ان اسس التجارة عبارة عن عرض و طلب.
ما هو العرض؟ هو الكمية الموجودة من السلعة التي يريد التاجر بيعها للذي يطلبها، و الذي يطلبها في هذه الحالة هو المشاهد. و العرض هو سلعة غير محدودة عندما تقوم شركة معينة بشراء حقوق البث لأن وقتها تستطيع بيع هذه الحقوق لعدد لا محدود من الناس عن طريق باقات الإشتراك.
ما هو الطلب؟ هو الكمية التي يريدها الشاري. و في حالة كرة القدم، الطلب يزداد عندما يزداد عدد المشاهدين الذين يطلبون البث التلفزيوني للمباريات.
ما هي علاقة الموضوع بالكالشيو؟ و كيف استطاع التطور عبر مصطلحات بدائية في عالم التجارة؟
عندما يتعلق الأمر بالتجارة، فأنت تتكلم عن المال، بيع و شراء و تبادل اموال لكي تدور العجلة الإقتصادية. و لكي تجلب المال، يجب ان تجلب المستثمرين. و لكي تجلب المستثمرين، يجب ان يكون هنالك بيئة حاضنة للإستثمار تُشعِر المستثمر ان امواله ستعود بالربح عليه.
هنا السؤال اختلف، و اصبح : هل الكالشيو بيئة حاضنة للإستثمار؟
جغرافياً، نعم لأنه يقع في ايطاليا الدولة الأوروبية التي يوجد بها مدينتي روما و ميلانو من اكبر المدن السياحية في العالم.
سياسياً، ايطاليا من الدول المستقرة امنيا و نادرا ما يحصل بها اضطرابات امنية، لذلك المستثمر سيشعر بالأمان لأنه لن يخسر امواله نتيجة ضربة عسكرية على سبيل المثال.
حتى جماهيرياً، فرق انتر ميلان و يوفنتوس و ميلان من اكثر الفرق شعبية في العالم و أي حدث يمس هذه الفرق سيجذب الجماهير نحوه، و كلما ازدادت الجماهير كلما ازداد الطلب و هذا يعني ربحاً اكبر. لذلك لكي يزداد الطلب يجب افتعال احداث تمس هذه الأندية لتجذب الجماهير للمشاهدة.
ما هي الأحداث التي مست هذه الأندية؟
نبدأ باليوفي، فقدوم رونالدو بحد ذاته هو حدث يمس نادي يوفنتوس و جذب الجماهير و عاد بربح كبير للسيدة العجوز، ناهيكم عن وصول النادي لنهائي دوري الأبطال مرتين في العقد المنصرم.
اما الميلان و الإنتر، فإن عودتهم للواجهة و منافستهم على الصدارة اعاد احياء الجماهير الصامتة منذ سنين ما يحسن نوعية كرة القدم التي تُلعب و يجبر الفرق على التطور المستمر لكي تستمر في المنافسة، و هذا التطور يكون اما من خلال جلب افضل اللاعبين او افضل المدربين، و الإثنين يعودان بالنفع على الدوري.
الكالشيو اصبح يعج بالمدربين الممتازين، بيولي و كونتي و غاسبيريني و غاتوزو و دي زيربي و من الممكن فونسيكا و انزاغي و بيرلو مدربين محنكين يضمنون التطور المستمر لكرة القدم الإيطالية.
الدوري الإيطالي لديه كل مقومات النجاح، لكنه يحتاج للتطوير على المستوى الإعلامي. فمعظم اللاعبين المظلومين اعلاميا يقبعون في ايطاليا، و العديد من الفرق تتطور بشكل مستمر لكن لا احد يعيرها اي اهتمام. عدا عن ذلك، الدوري الإيطالي بطريقه لإستعادة بريقه الذي خفت.
الكاتب : عيسى حمزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق