ترعرعت وسط عائلة تحب اللعبة، شاهدتها في وقت مبكر جدا، أول لاعب أتذكر أني شاهدت إبداعاته على التلفاز كان صاحب الرقم 6، كان القميص رقم 6 أيضا أول هدية أتذكر ملامحها، أول قميص كروي ارتديته في حياتي.
أتذكر جيدا تلك اللحظات التي كانت تجمعني بأصدقائي، يناقشون الموسيقى و الغناء، يفسرونها و يتحدثون عن نجومهم المفضلين، سألني صديقي ذات مرة، من هو الموسيقار الأعظم، إجابتي كانت صادمة، غبية بالنسبة لهم، قلت أن موسيقاري الأعظم هو تشافي هيرنانديز، كنت مختلفا منذ صغري، لكن ذلك الجواب لم يكن مجازا، تشافي كان حالة فريدة، يعزف الموسيقى بأقدامه على العشب الأخضر، كان ظاهرة فريدة من نوعها.
ابتكر الكاتب الاسكتلندي ارثر كونان دويل شخصية شارلوك هولمز الخيالية اواخر القرن ال19، ليجسدها تشافي هيرنانديز على أرض الواقع بعد أزيد من قرن، كان لاعبا خارقا، ذكي لدرجة لا توصف.
مفهوم العظمة في عالم اللعبة بالنسبة لي مختلف كثيرا عن البقية، لا وجود للأرقام و الألقاب ضمنه، لكن هناك معايير مختلفة بالنسبة للآخرين، تاريخيا يوجد لاعبون على أطراف الأصابع من نجحوا في توحيد رأي العالم حول أسطوريتهم، لم يتركوا ثغرة لأحد، قدموا المتعة، توجوا بالألقاب رفقة الأندية و المنتخب، حققوا أرقاما خيالية، و غيرها الكثير والكثير.
سداسية كتالونية، و ثلاثية تاريخية رفقة لاروخا ضمن قائمة الألقاب ال32 التي حصدهم تشافي، القائمة التي تتوفر على أعظم ألقاب اللعبة، منها كأس عالم و لقبي يورو، 4 دوري أبطال و 8 دوري إسباني.
تشافي الذي آخر ما يميزه هو صناعة الأهداف وتسجيلها، ساهم ب375 هدفا طيلة مسيرته الاحترافية، صانعا بذلك 236 هدفا و مسجلا 121 هدفا.
قال يوهان كرويف يوما: "إذا كان تشافي يمر بيوم سيء، فإن نصف برشلونة لا يلعب، إنه الشخص الذي يحدد إيقاع اللعبة، ذلك الإيقاع الذي يسمح للفريق بالعمل، انه مختلف."
عيد ميلاد سعيد تشافي.. المجنون وحده من قد يتجرأ على إزالة إسمك من قائمة الأعظم في تاريخ اللعبة.
كاتب المقال : محمد الادريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق